كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

2385 - حدّثنا عبّاس الدُّوري، قال: ثنا (¬1) شبابةُ، ح
وحدثنا أبو قِلَابة (¬2)، قال: ثنا بِشْرٌ (¬3) قالا: ثنا
-[317]- شعبة (¬4)، عن أنس بن سيرين، قال: سألت ابن عمر: ما كان يقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الركعتين اللتين قبل الصُّبح؟ فقال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي باللّيل ركعتين ركعتين، ويوتر بركعة من آخر اللّيل، ثمّ يقوم (¬5) كأنَّ (¬6) الأذان أو الإقامة في أذُنَيه" (¬7) (¬8).
¬_________
(¬1) (ك 1/ 509).
(¬2) هو: عبد الملك بن محمّد الرقاشي.
(¬3) هكذا في (ل) و (م) وفي الأصل و (ط) زيادة "ابن محمّد" ولم يذكر الحافظ في "الإتحاف" (8/ 270 - 271) أبا عوانة ممّن أخرج هذا الحديث، والذي يبدو لي أن ما ورد في الأصل و (ط) من ذكرٍ لوالد "بشر" وتحديده بمحمد خطأ، -ولذلك لم أُثبتْه- ولعلّ الصواب: "بشر بن عمر" وهو الزهراني الأزدي، أبو محمّد البصري.
ومما يؤيد هذا الاحتمال:
1 - أن أبا قلابة من تلاميذ بشر بن عمر المذكور، وشعبة من شيوخه [تهذيب الكمال 4/ 138 - 139] وأمّا الآخر فلم يذكر بشيء من ذلك [انظر: تهذيب الكمال 4/ 145] على أنه في طبقة شيوخ أبي قلابة.
2 - أن بشر بن عمر بصري كما أن أبا قلابة وشعبة بصريان، بينما الآخر مروزي، ولم يذكر في تلاميذه ولا في شيوخه أحد من البصرة.
3 - روى المصنفُ عن أبي قلابة، عن بشر بن عمر، عن شعبة كثيرًا، منها ما سبق في (ح / 232).
و"بشر بن محمّد" هو السَّختياني، أبو محمّد المَروزي، "صدوق رمي بالإرجاء" =
-[317]- = (224 هـ) (خ). تهذيب الكمال (4/ 145 - 146)، التقريب (ص 124).
(¬4) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن المثنى وابن بشار قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر عنه، به، وأحال متنه على حديث حماد قبله، وهو أطول ممّا عند المصنِّف، وفيه قصة. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2382)، (1/ 519)، برقم (749/ 158).
(¬5) أي: للركعتين قبل الصُّبح المسؤول عنهما، ولفظ مسلم: "ويصلّي ركعتين قبل الغداة كأن الأذان بأذنيه".
(¬6) في (ل) و (م) بزيادة الواو "وكأن".
(¬7) المراد بالأذان هنا الإقامة فـ "أو" هنا للتنويع، وليس عند مسلم والبخاري ذكر الإقامة -كما هنا- وقد تابع بشرًا في ذكر الإقامة يزيد بن زريع عند الإمام أحمد في مسنده (4860) (2/ 31). والمعنى: "أنه كان يُسْرع بركعتي الفجر إسْرَاع من يسمعُ إقامةَ الصّلاة خَشْيَة فُوَاتِ أول الوقت، ومقتضى ذلك تخفيف القراءة فيهما، فيحصل به الجواب عن سؤال أنس بن سيرين عن قدر القراءة فيهما".
وفي حديث حماد عند البخاريّ (995): قال حماد: أي بسرعة. فتح الباري (2/ 565) وانظر: مشارق الأنوار (1/ 25)، شرح النووي (6/ 33 - 34).
(¬8) وأخرجه البخاريّ (995) في "الوتر" باب ساعات الوتر، (2/ 564) -فتح- عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به، بنحو سياق مسلم، بدون القصة.

الصفحة 316