كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

2397 - حدّثنا أبو عبيد الله (¬1)، قال: ثنا عمِّي، ح
وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا علي بن الحسن النسائي، قال: ثنا ابن وهب (¬2)، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنه صلّى صلاة المسافر بمنى وغيره ركعتين، وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين".
زاد أبو عبيد الله: "صدرًا من خلافته، ثمّ أتمها أربعًا (¬3) ".
¬_________
(¬1) هو ابن أخي ابن وهب، واسمه: أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، وعمه هو: عبد الله بن وهب الإمام.
(¬2) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهب، به -بمثل سياق أبي عبد الله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2396)، (1/ 482) برقم (694).
(¬3) وسياق مسلم مثله.
2398 - حدّثنا السُّلَمِي (¬1)، قال: ثنا عبد الرزّاق (¬2)، قال: أبنا معمر، ح
-[332]- وحدثني محمّد بن عوف (¬3)، قال: ثنا الفِرْيابي، قال: ثنا الأوزاعي، ح
وأخبرني عبّاس بن الوليد، عن أبيه (¬4)، قال: ثنا الأوزاعي (¬5) (¬6) عن الزّهريُّ، عن سالم، عن أبيه، قال: "صلّى النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلاة المسافر بمنى ركعتين". -وذكر بمثله- وهذا لفظ الأوزاعي (¬7).
وأمّا معمر فقال: "صَلَّيْتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين". ثمّ ذكر مثله.
قال (¬8) معمر: قال الزّهريُّ: "فبلغني (¬9) أن عثمان إنّما صلّى بمنى
-[333]- أربعًا لأنه أَزْمَعَ (¬10) أن يقيم بعد الحجِّ (¬11) " (¬12).
¬_________
(¬1) هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي.
(¬2) والحديث في مصنفه (4/ 268)، (2/ 516) بمثله و "عبد الرزّاق" موطن الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق (بن إبراهيم) وعبد بن حميد، عنه، به.
الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2396)، (1/ 483) برقم (694 / ...).
(¬3) هو ابن سفيان الطائي، والفريابي: محمّد بن يوسف.
(¬4) هو: الوليد بن مَزْيد العذري. وليس هو الوليد بن مسلم كما جزم به محققو المسند لأحمد -طبعة مؤسسة الرسالة- (8/ 130) ومحقق مسند أبي يعلى "حسين" (9/ 326)، وقد تبين لي بالاستقراء، أنه كلما يروي عبّاس بن الوليد عن أبيه فهو الوليد بن مزيد.
نعم، هو الوليد بن مسلم عند أبي يعلى (5438) وقد صرح بالتحديث عن الأوزاعي.
(¬5) هنا موضع الالتقاء بالنسبة لطريق الفريابي والوليد، رواه مسلم عن زهير بن حرْب، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به، وتقدم طريق معمر. صحيح الإمام مسلم (694 / ...) وراجع طريق معمر السابق.
(¬6) في (ل) و (م) هنا: "كلاهما قالا: عن الزّهريّ"، وهو مناسب.
(¬7) وأخرجه البخاريّ (1082) في "تقصير الصّلاة"، باب الصّلاة بمنى، (2/ 655) -فتح- من طريق نافع؛ وبرقم (1655) في "الحجِّ" باب: الصّلاة بمنى، (3/ 595) -فتح- من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن ابن عمر مرفوعًا، بنحوه.
(¬8) في (ل) و (م): "فقال" وما هنا أولى.
(¬9) في (ل) و (م): "بلغني" -بدون الفاء- وما في مصنف عبد الرزّاق موافق للمثبت.
(¬10) يقال: أزمع الأمر -وعليه- أي: أجمع عليه، أو ثبَّت. انظر: جمهرة اللُّغة لابن درير (3/ 8 - زعم)، القاموس (ص 937)، اللسان (8/ 143 - 144).
(¬11) ذكر الحافظ في "الفتح" (2/ 665) -في معرض استعراض الوجوه الّتي يمكن أن يفسَّر بها إتمام عثمان -رضي الله عنه- بمنى، وذكر هناك هذه الرِّواية وقال: "فهو مرسل، وفيه نظر، لأن الإقامة بمكة على المهاجرين حرام ... وصح عن عثمان أنه كان لا يودع النِّساء إِلَّا على ظهر راحلته ... ".
ورجّح الحافظ أن سبب إتمامه "أنه كان يرى القصر مختصًّا بمن كان شاخصًا سائرًا، وأمّا من أقام في مكان أثناء سفره فله حكم المقيم، فيتم" وذكر رواية تعزّز موقفه هذا، وهو وجيه.
(¬12) من فوائد الاستخراج:
1 - روى أبو عوانة من طريق الفريابي والوليد بن مزيد عن الأوزاعي وكلاهما أقوى من الوليد بن مسلم -الراوي عن الأوزاعي عند الإمام مسلم-.
2 - عنعن الوليد بن مسلم عند مسلم عن الأوزاعي، وهو كثير التدليس، بينما صرح الوليد بن مزيد والفريابي عن الأوزاعي عند المصنِّف مع أنهما لم يوصفا بالتدليس.

الصفحة 331