كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
2472 - حدّثنا الصغاني، قال: ثنا أحمد بن يونس (¬1)، قال: ثنا زهير (¬2)، قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قومًا من جهينة، فقاتلوا قتالًا شديدًا، فلما صلّينا الظهر قال المشركون: لو مِلْنَا عليهم مَيْلَةً لاقْتَطَعْنَاهُمْ (¬3)، فأخبر بذلك جبريلُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فذكر ذلك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: وقالوا: إنّه
-[397]- ستَأْتِيْهِمْ (¬4) صلاة هي أحب إليهم من الأولاد؛ فلما حَضَرَتِ الصّلاة (¬5) صَفَفْنَا صَفَّيْن والمشركون بيننا وبين القبلة. قال: فكبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكَبَّرْنا، وركع فركعنا، ثمّ سجد وسجد معه الصف (¬6). فلما قاموا سجد الصف الثّاني، ثمّ تأخر الصف الأوّل، وتقدم الصف الثّاني فقاموا مقام الأوّل، فكبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبرنا، وركع فركعنا، ثمّ سجد وسجد معه الصف الأوّل، وقام الثّاني. فلما سجد الصف الثّاني ثمّ جلسوا جميعا، سلّم عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
قال أبو الزبير: ثمّ خصَّ (¬7) جابر أن قال: "كما يصلي أُمَراؤُكم هؤلاء". وحديث (¬8) زهير أتم (¬9).
¬_________
(¬1) هنا موضع الالتقاء.
(¬2) هو: ابن معاوية.
(¬3) أي: لأصبناهم منفردين، واستأصلناهم، واقتطع الشيء: إذا أخذه وانفرد به. انظر: النهاية (4/ 82).
(¬4) في الأصل "سيأتيهم"، والمثبت من (ل) و (م) وهو الأنسب.
(¬5) في صحيح مسلم بلفظ: "العصر" وهي المراد بالصلاة هنا أيضًا.
(¬6) وفي صحيح مسلم زيادة "الأوّل".
(¬7) في (ل) و (م): "قصَّ".
(¬8) في (ل) و (م) هذه الجملة: "وحديث زهير أتم" بعد الحديث الآتي، وهو أنسب.
(¬9) من فوائد الاستخراج:
صرَّح أبو الزبير -وهو المدلّسُ المعروف- بالسماع عن جابر عند المصنِّف، وقد عنْعَنَ عند مسلم عن جابر.