كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

2474 - حدّثنا (¬1) أبو داود الحراني، قال: ثنا أبو عَتَّاب سهل بن حماد، قال: حدّثنا عزرة بن ثابت (¬2)، قال: حدثني أبو الزبير (¬3)، عن جابر [بن عبد الله] (¬4)، قال: "صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه صلاة الخوف، وصفهم صفين، فركع بهم جميعًا، ثمّ سجد فسجد معه (¬5) الصفُّ الأوّل، فلما قاموا سجد الآخرون، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الصفُّ الآخر، ثمّ سلم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم جميعًا".
¬_________
(¬1) هذا الحديث بعد (ح / 2475) عند (ل) و (م) وهو هنا أنسب.
(¬2) ابن أبي زيد بن أخطب الأنصاري البصري، "ثقة من السابعة". (خ م قد ت س ق).
و"عزرة" -بفتح أوله، وسكون الزاي، تليها راء مفتوحة، ثمّ هاء. انظر: إكمال ابن ماكولا (6/ 200 - 201)، تهذيب الكمال (20/ 49 - 51)، توضيح المشتبه (6/ 256)، التقريب (ص 390).
(¬3) هنا موضع الالتقاء.
(¬4) من (ل) و (م).
(¬5) (ك 1/ 527).
2475 - حدّثنا الأَحْمَسِيُّ (¬1) وابنُ عفان، قالا: ثنا يحيى بن فَصِيل (¬2)،
-[399]- عن الحسن بن صالح (¬3)، عن سُليمان أبي إسحاق الشَّيْبَاني (¬4)، عن يزيد الفقير (¬5)، عن جابر بن عبد الله -في صلاة الخوف- قال: "قام النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وصفَّ صفًّا خلفه، وصفًّا مَصَافِّي (¬6) العدو، فصلّى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
-[400]- ركعةً، ثمّ تأخر الصفُّ الذين صلوا خلفه وصافوا العدو، وجاء الصف الذين كانوا مصافي العدو، فصلّى بهم النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثمّ سلم؛ فكانت للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولكل صف منهم ركعة ركعة" (¬7).
¬_________
(¬1) الأحمسي هو: محمّد بن إسماعيل بن حَمُرةَ، و "ابن عفان": الحسن بن علي بن عفان العامري.
(¬2) هو الغنوي الكوفي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 181) ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا، =
-[399]- = ولم يذكر من شيوخه وتلاميذه إِلَّا ما ورد هنا في السند، وكذلك بقية المصادر الآتية.
وقد كُتبَ: (فَصِيل) في الأصل -بالضاد المعجمة-، والمثبت من (ل) وهو الصّحيح، وقد ضبطه بالمهملة كلٌّ مِنْ: الدارقطني في "مؤتلفه" (4/ 1817) وابن ماكولا في "إكماله" (7/ 52)، والذهبي في "المشتبه" (2/ 509) وابن ناصر الدين في "توضيحه" (7/ 110) والحافظ في "تبصيره" (3/ 1081) والزبيدي في "تاج العروس" (8/ 61 - مادة "فصل").
وضبطه كذلك العسكري أيضًا في "تصحيفات المحدثين" (3/ 1054) ولكنه انفرد بضبط أوله بالقاف بدل الفاء.
وعليه، فما في "الجرح" وتهذيب الكمال (6/ 180، 158) وهنا في الأصل -بالضاد المعجمة- تصحيف، وقد اتفق الجميع على أن أوله مفتوح.
(¬3) ابن صالح بن حي الهمداني -بسكون الميم- الثّوريّ، "ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع" (169 هـ)، (بخ م 4). تهذيب الكمال (6/ 177 - 191)، التقريب (ص 161).
(¬4) هو: سليمان بن أبي سليمان.
(¬5) هو: يزيد بن صُهَيْب الفَقِير، أبو عثمان الكوفي، "ثقة، من الرّابعة"، (خ م د س ق)، وقيل له: "الفَقِير" لأنه كان يشكو فَقَار ظهره. تهذيب الكمال (32/ 163 - 165)، التقريب (ص 602).
(¬6) أي: مقابلهم، و "المصَافّ" -بالفتح وتشديد الفاء- جمع مصفّ، وهو موضع الحرب الّذي يكون فيه الصفوف، ولفظ النسائي (3/ 175): "وطائفة مواجِهَةَ العدو". انظر: النهاية (3/ 37 - 38).
(¬7) الحديث من زوائد المصنِّفِ على صحيح الإمام مسلم؛ لأن الوصفَ الواردَ هنا لصلاة الخوف مغايرٌ تمامًا لما ورد في أحاديث جابر -رضي الله عنه- المتقدمةِ [ح / 2468، 2470 - 2474].
ومن أوجه المغايرة:
أوَّلًا: إن حديث جابر المتقدم بالأرقام المذكورة -والذي رواه مسلم أيضًا- يفيد بأن كلتا الطائفتين ائتمَّتْ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في وقت واحد إِلَّا في حالة السجود، فينتظرُ الصفُّ المؤَخَّرُ فيه حتّى يرفع الصفُّ الأولُ رأسَه من السجود، ثمّ يسجد، بينما في هذا الحديث [ح / 2475] صلّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بكل طائفة على حدة.
ثانيًا: في حديث جابر -رضي الله عنه- المتقدمِ كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولكلٍّ من الطائفتين ركعتان كذلك، بينما في هذا الحديث كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولكل طائفة ركعةٌ واحدةٌ فقط.
فهذا الحديث مغاير لأحاديث جابر السابقة ولم يخرجه مسلم أصلًا.
وقد أخرجه: ابنُ أبي شيبة في (مصنَّفه): (8276)، (2/ 216) [ومن طريقه ابنُ حبّان: (2869)، (7/ 120)]، وأحمدُ (3/ 298)، وابن خزيمة (1347)، (2/ 294 - 295)، والطّبريّ في (تفسيره): (10345)، (4/ 249)، كلُّهم من طريق محمّد بن جعفر (غندر) عن شعبة، عن الحكم، عن يزيد الفقير، به، بنحوه.
وأخرجه النسائي (3/ 174) في (صلاة الخوف)، وابن خزيمة (1347، 1348)، =
-[401]- = (2/ 294 - 295) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة (8281)، (2/ 217) -مختصرًا -، وابن خزيمة (1348)، (2/ 295) من طريق مسعر بن كدام، عن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (1789)، (ص 247)، وابن أبي شيبة (8281)، (2/ 217) -مختصرًا -، والنسائي (3/ 175)، وابن خزيمة (1364)، (2/ 304 - 305)، والطحاوي في (المعاني): (1/ 310)، والبيهقي (3/ 263)، كلُّهم من طرق، عن عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي، عن يزيد الفقير، به.
ولفظُ ابن أبي شيبة وغيْرِه: "فقام صف بين يديه، وصف خلفه"، وفيه زيادة توضيح وبيان بأن العدوَّ كان بين المسلمين وبين القبلة.
والحديث بإسناد المصنفِ صحيح لولا (يحيى بن فَصِيْل) هذا، لكنه متابَعٌ متابعة قاصرة هنا، وطريق أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبّان على شرط الشيخين، فهو صحيح لغيره.
ومن شواهد هذا الحديث:
1 - حديث ابن عبّاس -رضي الله عنه-: أخرجه ابن أبي شيبة (8281)، (2/ 215)، وأحمد (1/ 232) -[برقم / 2063]، والنسائي (6/ 169)، وابن خزيمة (1344)، (2/ 293 - 294)، وابن حبّان (2871)، (7/ 122)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن أبي بكر ابن أبي الجهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس مرفوعًا، وهو صحيح على شرط مسلم.
2 - حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: أخرجه عبد الرزاق (4250) وابن أبي شيبة (8272)، (2/ 215)، والنسائي (3/ 168)، وغيرُهم من طرق، عن الثّوريّ، عن الرّكين بن الرَّبيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت مرفوعًا، وإسناده حسن.

الصفحة 398