كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

2479 - حدّثنا أبو داود السجستاني (¬1)، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ (¬2)، قال: ثنا أبي (¬3)، قال: ثنا شعبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة: "أن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلّى بأصْحابه في خَوْفٍ، فجعلهم خلفه صَفَّيْنِ، فصلّى بالذين يلونه ركعةً، ثمّ قام فلم يزل قائمًا حتّى صلّى الذين خلفه ركعة، ثمّ تقدموا وتأخر الذين كانوا قدَّامَهم، فصلّى بهم النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثمّ قعد حتّى صلّى الذين تخلًفوا ركعةً ثمّ سلّم".
¬_________
(¬1) والحديث في سننه (1237) (2/ 30).
(¬2) هنا موضع الالتقاء. و"عبيد الله بن معاذ" هو ابن مُعاذ بن نصر بن حسَّان العَنْبري، أبو عمرو البصري، "ثقة حافظ" (237 هـ) (خ م د س). تهذيب الكمال (19/ 158 - 160)، التقريب (ص 374).
(¬3) هو: مُعاذ بن معاذ بن نصر العنبري، أبو المثنى البصري القاضي، "ثقة متقن" (196 هـ)، ع. تهذيب الكمال (28/ 132 - 137)، التقريب (ص 536).
2480 - أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أبنا ابن وهب، أن
-[408]- مالكًا (¬1) حدثه ح
وحدثنا أبو داود الحراني، قال: ثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن رومان (¬2)، عن صالح بن خوات، عمن (¬3) صلّى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم ذاتِ الرقاعِ (¬4) صلاة الخوف: "أن طائفةً صفتْ معه، وطائفة وُجاه العدو،
-[409]- فصلّى بالذين معه ركعة، ثمّ ثبت قائمًا، وأتمّوا لأنفسهم، ثمّ انصرفوا وصفوا وُجاه العدوِّ، وجاءت (¬5) الطائفةُ الأُخرى فصلَّى بهم الركعةَ الّتي بقيتْ من صلاته، ثمّ ثبتَ جالسًا، وأتموا لأنفسهم، ثمّ سلّم بهم" (¬6).
زاد القعنبي: قال مالك: "وحديث يزيد بن رومان أحبُّ ما سمعت إِليَّ" (¬7).
¬_________
(¬1) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2465)، (1/ 575 - 576) برقم (842).
(¬2) هو: المدني، أبو رَوْح، مولى آل الزبير، "ثقة"، (130 هـ)، ع. تهذيب الكمال (32/ 122 - 123)، التقريب (ص 601).
(¬3) قيل: اسم هذا المبهم سهل بن أبي حثمة، لأن القاسم بن محمد روى هذا الحديث عن صالح، عن سهل، كما سبق في الأحاديث (2476 - 2477) وهذا ظاهر من صنيع أبي حاتم في علل ابنه (1/ 128) (352)، ولكن رجح الحافظ في (الفتح) (7/ 487) أنه أبوه (خوات بن جُبَيْر) وجزم بذلك النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) (1/ 178، 2/ 315). وراجع "الفتح" للوقوف على الأدلة التي تقوي مذهبه في ذلك.
(¬4) هي غزوة معروفة، كانت في أوائل سنة 7 هـ على الراجح، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها مستهدفًا غطفان، فسار حتى وصل (نخلًا) -وهو الوادي الذي تقع فيه بلدة (الحناكية) شرق المدينة على مسافة مائة كيل، فلقى بها جمعًا من غطفان، فتقاربوا ولكن لم يحصل قتال، ثم عادوا إلى المدينة، وسميت بذلك لأنهم لفُّوا في أرجلهم الخِرق بعد أن تنقّبت خِفافهم، وكان لكل ستةٍ بعيرٌ يتعاقبون على ركوبه، وقيل: غير ذلك.
راجع: صحيح البخاري (7/ 481)، السيرة لابن هشام (3/ 119)، زاد المعاد (3/ 250 - 254)، فتح الباري (7/ 481 - 488)، المعالم الأثيرة (ص 287).
(¬5) (ك 1/ 529).
(¬6) الحديث في موطَّأ مالك -رواية يحيى- (1/ 183)، بدون ما زاده القعنبي، وأخرجه البخاريّ (4129) في "المغازي" باب غزوة ذات الرّقاع ... (7/ 486)، عن قتيبة، عن مالك، به، بمثله.
(¬7) وقد ثبت رجوع مالك عن هذا الرأي، قال ابن القاسم: "العمل عند مالك في صلاة الخوف على حديث القاسم بن محمّد عن صالح بن خوَّات، قال: وقد كان مالك يقول بحديث يزيد بن رومان، ثمّ رجع إلى هذا". التمهيد (15/ 262)، (23/ 32).

الصفحة 407