كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

[باب] (¬1) ذكرِ وجوبِ ذكر الله واستغفاره عند الكسوف، والدّليل على أنه نذير وتحذير للعباد لينتهوا من المعاصي، ويخافوا نقمة الله، وبيان المبادرة إلى المسجد، والاجتماع فيه للصلاة، والنداء بها، وطول القنوت فيها والركوع والسجود
¬_________
(¬1) من (ل) و (م) وفيها: "باب بيان وجوب ذكر الله".
2486 - حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي (¬1) وعبد الله بن محمّد بن شاكر، قالا: ثنا أبو أسامة (¬2)، قال: ثنا بُرَيْدٌ (¬3)، عن أبي بُرْدَة (¬4)، عن أبي موسى (¬5)، قال: "خسفت الشّمس زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام فزعًا
-[417]- يخشى أن تكون السّاعة حتّى أتى المسجد، فقام يصلّي بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثمّ قال: "إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوّف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئًا فافْزَعُوا (¬6) إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره" (¬7).
¬_________
(¬1) أبو جعفر الكوفي، وعبد الله بن محمّد هو العنبري البغدادي، وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة.
(¬2) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي عامر الأشعري عبد الله بن بَرّاد ومحمد بن العلاء، قالا: حدّثنا أبو أسامة، به، بمثله. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2483)، (1/ 628) برقم (912).
(¬3) ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي.
(¬4) ابن أبي موسى الأشعري.
(¬5) هو: الأشعري، صحابي معروف، اسمه: عبد الله بن قيس بن سليم، (50 هـ) وقيل: بعدها. ع. تهذيب الكمال (15/ 446 - 453)، الإصابة (4916) (4/ 181 - 183).
(¬6) أي: بادروا إليها، والجأوا إليها، واستغيثوا بها على دفع الأمر الحادث. انظر: مشارق الأنوار (2/ 156)، النهاية (3/ 444).
(¬7) وأخرجه البخاريّ (1059) في "الكسوف" باب الذكر في الكسوف، (2/ 634، مع الفتح) عن محمّد بن العلاء، به، بمثله.

الصفحة 416