كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

2489 - حدّثنا يحيى بن عياش القطان (¬1)، قال: ثنا أبو زيد الهَرَوِي (¬2)، قال: ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير (¬3)، بنحوه (¬4).
¬_________
(¬1) هو: البغدادي. و "القطان" ليست في (ل) و (م).
(¬2) هو: سعيد بن الربيع، و (الهرَويُّ) نسبة إلى مدينة (هِراة) الواقعة في الشمال الغربي من أفغانستان، وصفها ياقوت سنة (607 هـ) بقوله: "مدينة عظيمة مشهورة، من أمهات مدن خراسان، لم أرَ بـ (خراسان) عند كوني بها في سنة (607 هـ) مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلًا منها ... " دمَّرها المغول سنة (618 هـ)، وقد انتعشت بعد الكارثة، بحيث وصفها ابنُ بطوطة سنة (733 هـ) بكونها: "أكبر العامرة بـ (خراسان)، ولا زالت على ذلك حتّى اليوم. انظر: الأنساب (5/ 637)، معجم البلدان (5/ 456)، رحلة ابن بطوطة (ص 396)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 449).
(¬3) هنا موضع الالتقاء.
(¬4) في (ل) و (م): "بإسناده نحوه ".
2490 - حدّثنا يوسف بن مسلَّم وأبو بكر محمد بن أحمد بن رِزْقَان (¬1) المِصِّيْصِيَّان، قالا: ثنا حجاج، عن ابن جريج (¬2)، قال: أخبرني
-[420]- منصور بن عبد الرّحمن (¬3)، عن أمّه صَفِيَّةَ بنت شَيْبة (¬4)، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: "فَزِعَ (¬5) النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يوم كسفت الشّمس، فأخذ دِرْعًا (¬6) حتّى أُدرك بردائه، وقام بالناس قيامًا طويلًا، يقوم ثمّ يركع، فلو جاء إنسان بعد ما ركع النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن علم (¬7) أنه ركع ما
-[421]- حدّث نفسه أنه ركع، من طول القيام. قالت: فجعلت أنظر إلى المرأة الّتي هي أكبر مني، والمرأة الّتي هي أسقم مني قائمة (¬8)، فأقول: أنا أحقُّ أن أصبِرَ على طول القيام منك".
رواه وهيب عن منصور (¬9).
¬_________
(¬1) لم يُذكر بجرح ولا تعديل، ولم أقف على سنة وفاته، وذُكر من شيوخه -غير حجاج- علي ابن عاصم، ومن تلاميذه الحسن بن حبيب، وأبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله الدمشقيان.
و"رِزْقان" -بتقديم الراء وكسرها، بعدها زاي ساكنة. وفي نسخ المستخرج: "زُرْقان" -بتقديم الزاي، وقد شكلت بالضمة- وهذا تصحيف. انظر: الإكمال (4/ 184)، توضيح المشتبه (4/ 290)، التبصير (2/ 641).
(¬2) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن =
-[420]- = الحارث؛ وعن سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، كلاهما عن ابن جريج.
وعن أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا حبَّان، حدّثنا وُهيب، كلاهما (ابن جريج ووهيب) عن منصور بن عبد الرّحمن، به، بنحوه، ولم يسق لـ (يحيى) الأموي متنه محيلًا على حديث خالد قبله. كتاب الكسوف، باب ما عُرِضَ على النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنار، (2/ 625) بالأرقام: (906/ 14 - 16).
(¬3) ابن طلحة بن الحارث العبدري، الحجبي، المكي.
(¬4) ابن عثمان بن أبي طلحة العبدرية.
(¬5) يحتمل أن يكون معناه: الفزع الّذي هو الخوف، كما في الرِّواية الأخرى "يخشى أن تكون السّاعة" [ح / 2486]، ويحتمل أن يكون معناه: الفزع الّذي هو المبادرة إلى الشيء. شرح النووي (6/ 212)، إكمال الأبي -مع مكمل السنوسي- (3/ 303).
(¬6) درع المرأة: قميصها.
والمعنى: أنه لشدة سرعته، واهتمامه بذلك، أراد أن يأخذ رداءَه فأخذ درعَ بعضِ أهل البيت سهوًا، ولم يعلم ذلك لاشتغال قلْبِه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءَه لحق به إنسانٌ.
شرح النووي (6/ 212)، وانظر: المشارق (1/ 256)، إكمال الأبي -مع مكمل السنوسي- (3/ 303).
(¬7) في (م): "علموا" وهو خطأ.
(¬8) منصوب على كونه حالًا من المرأة المذكورة، ويحتمل رفعه على تقدير حذف المبتدأ "وهي قائمةٌ".
(¬9) وصله مسلم عن أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثنا حَبَّان، حدّثنا وهيب، به، بنحوه.
(906/ 16)، وانظر موضع الالتقاء.

الصفحة 419