كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
2491 - حدّثنا أبو الأزهر (¬1)، قال: ثنا عبد الله (¬2) بن نمير (¬3)، عن هشام بن عروة، عن فاطمةَ بنت المنْذِر (¬4)، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: "كسفت الشّمس على (¬5) عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخلتُ على عائشة وهي تصلّي، فقلت: ما شأن النَّاس يصلون؟ فأشارت برأسها إلى السَّماء،
-[422]- فقلت: "آية"؟ فقالت: "نعم"، فأطال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القيام جدًّا حتّى تجلَّاني الغَشْيُ (¬6)، فأخذت قِرُبَةً من ماء إلى جنبي، فجعلت أصب منها على رأسي. قالت: فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تجلت الشّمس، فخطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس (¬7)، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "أما بعد ما من شيء تُوعدونه لم أكن رأيته إِلَّا قد رأيته في مقامي هذا حتّى الجنَّة والنار، وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبًا أو مثل فتنة المسيح الدجال -لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء-، يؤتى أحدكم فيقال له: "ما علمك بهذا الرَّجل؟ فأمّا الموقن أو المؤمن -لا أدري أي ذلك قالت أسماء (¬8) - فيقول: هو محمّد رسول الله، جاءنا بالبَيِّنَاتِ والهدى، فأَجَبْنَا واتَّبَعْنَا -ثلاث مرات- فيقال له: قد كنا نعلم أن كُنْتَ (¬9) لتؤمن به، فَنَمْ صالحًا، وأمّا المنافق والمرتابُ -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت الناسَ قالوا شيئا فقلتُ".
¬_________
(¬1) هو: أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري.
(¬2) (ك 1/ 532).
(¬3) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن محمّد بن العلاء الهمداني، حدّثنا ابن نمير، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2490) (2/ 624) برقم (905).
(¬4) ابن الزبير بن العوام، زوجة هشام بن عروة، "ثقة، من الثّالثة" ع. تهذيب الكمال (35/ 265 - 266)، التقريب (ص 752).
(¬5) في (ل) و (م): "في عهد"، وفي "شرح السنة" (1138) (4/ 367) مثل المثبت، وقد رواه من طريق المصنِّف.
(¬6) بفتح العين وكسر الشين، وتشديد الياء، وقيل: بسكون الشين، وتخفيف الياء، وهما بمعنى الغشاوة، وهو معروف يحصل بطول القيام في الحر وغيره. انظر: مشارق الأنوار (2/ 139)، شرح النووي (6/ 210).
(¬7) "النَّاس" ساقط من (ل) و (م).
(¬8) هنا في الأصل و (ل): "يؤتى أحدكم" وفي (م) الكلمة الأولى فقط، وهو مضروب في (ل) و (م) دون الأصل، وهو خطأ ناتج من سبق النظر.
(¬9) ولفظ مسلم: "إنك لتؤمن به".