كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
[باب] (¬1) ذكرِ الخبرِ المبَيِّن أنَّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلى في الكسوف ستَّ ركعاتٍ في أربع سجدات في ركعتين
¬_________
(¬1) من (ل) و (م).
2496 - حدّثنا يزيد بن سِنَان البصري، قال: ثنا معاذ بن هشام الدستوائي (¬1)، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، "أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى ست ركعات وأربع سجدات -يعني: في الكسوف-".
¬_________
(¬1) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي غَسَّان المِسْمَعِي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدّثنا معاذ، به، بمثله (بدون قوله: يعني في الكسوف). الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2494)، (2/ 621)، برقم (901/ 7).
و"معاذ" هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتوَائي، البصري، وقد سكن اليمن.
و"الدستوائي" لم يرد في (ل) و (م).
2497 - حدّثنا أبو داود السجستاني (¬1)، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى بن سعيد (¬2)، عن عبد الملك بن أبي سليمان (¬3)، عن عطاء بن
-[427]- أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك اليوم الّذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله، فقال النَّاس: إنّما كسفت لموت إبراهيم، فقام النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فصلّى بالناس ست ركعات في أربع سجدات، كبر، ثمّ قرأ فأطال القراءة، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه، فقرأ * (¬4) الثّالثة دون القراءة الثّانية، ثمّ ركع نحوًا ممّا قام، ثمّ رفع رأسه فانحدر للسجود فسجد في (¬5) السجدتين، ثمّ قام فصلّى (¬6) ثلاث ركعات قبل (¬7) أن يسجد ليس (¬8) فيها ركعة إِلَّا الّتي قبلها أطول من الّتي بعدها، إِلَّا أن ركوعه نحوًا (¬9)
-[428]- من قيامه (¬10). وقال: ثمّ تأخَّرَ في صلاته، فتأخَّرَتِ الصفوف معه (¬11)، ثمّ تقدّم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف، فقضى الصّلاة وقد طلعت الشّمس، فقال: "يا أيها الناس، إن الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتّى ينجلي. إنّه ليس شيءٌ توعدونه إِلَّا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار (¬12)، فذاك حين رأيتموني تأخرت -مخافة أن يصيبني لَفْحُهَا (¬13) -، حتّى (¬14) قلت:
-[429]- "أي رب! وأنا فيهم"؟ قال: "وأنت فيهم"! وحتى رَأَيْتُ صاحب المِحْجَنِ (¬15) يَجُرُّ قُصْبَه (¬16) في النّار، وكان يَسْرِق (¬17) الحاج بِمِحْجَنِهِ، فإن فُطِنَ له قال: إنّه تعلَّق بِمِحْجَنِي، وإن غُفِلَ عنه ذهب (¬18) به. حتّى رأيتُ صاحبة الهِرَّة التي ربطتْها فلم تُطْعِمها، ولم تدعها تأكل من خشاش (¬19) الأرض، حتّى ماتت جوعًا. و (¬20) حتّى جيء بالجنة، فذاك حين رأيتموني تَقَدَّمْتُ حتّى قُمْتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي وأنا أريد أن أتناول من تمرها لتنظروا إليه، ثمّ بدا لي أن لا أفعل".
¬_________
(¬1) والحديث في سننه (1178) في "الصّلاة" باب من قال: أربع ركعات.
(¬2) هو القطان.
(¬3) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الله بن نمير، حدّثنا عبد الملك، به، بنحوه. كتاب الكسوف، باب ما عُرِضَ على النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف من أمر الجنَّة والنار، (2/ 623 - 624)، برقم (904/ 10).
(¬4) ما بين النجمين ساقط من (م) فقط.
(¬5) كذا في النسخ، وإقحام "في" هنا لا معنى له، ولفظ أبي داود -شيخ المصنِّف-، وأحمد (3/ 318) -شيخ أبي داود-: "فسجد سجدتين"، وكذلك عند ابن خزيمة (1386) و (الأوسط) (ح / 2901)، (5/ 300)، حيث روياه من طريق القطان، وابن حبّان (2844) (7/ 87)، رواه من طريق ابن خزيمة، وكذلك في صحيح مسلم.
(¬6) وعند أبي داود وأحمد ومسلم: "فركع" وهو أوضح.
(¬7) (ك 1/ 534).
(¬8) في (م): "وليس"، وعند أبي داود وأحمد ومسلم كالمثبت -بدون الواو-.
(¬9) هكذا -بالنصب- في النسخ، وهو كذلك في سنن أبي داود، وابن خزيمة (1386) وابن حبّان (2844)، و (الأوسط).
وفي مسند أحمد المطبوع: "نحو" -بدون النصب-، وهو الصّحيح لوقوعه خبرًا لـ =
-[428]- = (أَنَّ)، إِلَّا أن يُقَدَّر حذف "كان" مع اسمها، وهذا جائز في العربيّة كما في "أوضح المسالك" (1/ 260)، طبعة محيي الدين.
(¬10) هكذا في النسخ "من قيامه"، وكذلك في سنن أبي داود، ومسند أحمد، وابن خزيمة، وابن حبّان، و (الأوسط).
وفي صحيح مسلم: "نحوًا من سُجُوده" ولعلّ ما عند المصنِّف والمذكورين هو الصواب، ويؤيّده ما ورد من إطالة الركوع في هذه الصّلاة، كما سبق في هذا الحديث: "ثمّ ركع نحوًا ممّا قام"، ولما سبق في (ح / 2487) من قول عائشة -رضي الله تعالى عنها- (ما سجدت سجودا قط، ولا ركوعا قط كان أطول منه).
وهذا من فوائد الاستخراج، والله تعالى أعلم.
(¬11) في صحيح مسلم هنا زيادة: "حتّى انتهينا إلى النِّساء".
(¬12) في (م): "بالنهار! ".
(¬13) لَفْحُ النّار: حرُّها ووهجها. النهاية (4/ 260)، وانظر: المشارق (1/ 361)، شرح النووي (6/ 209).
(¬14) من هنا إلى قوله: "وأنت فيهم" زيادة على صحيح مسلم.
(¬15) المِحْجَنُ -بكسر الميم-: هي العصى المعوجَّةُ الرّأس. غريب أبي عبيد (2/ 7، 340)، المجموع المغيث (1/ 407)، المشارق (1/ 182).
(¬16) القُصْبُ -بضم القاف، وسكون الصاد-: ما كان أسفل البطن من المِعَاء، وقيل: الأمعاء كلها. المجموع المغيث (2/ 712)، وانظر: المشارق (2/ 187)، النهاية (4/ 67).
(¬17) في (ل) و (م): "يسُوق" -بالواو- وفي مسند أحمد (3/ 318) وصحيح مسلم كالمثبت، وهو الأصح.
(¬18) أي: إن انتبه إليه أرى من نفسه أن ذلك تعلَّق بمحجنه من غير قصد. مكمل إكمال الإكمال (3/ 301).
(¬19) الخشاش -بفتح الخاء-: الهوام ودواب الأرض وما أشبهها. غريب أبي عبيد القاسم (1/ 405)، وانظر: المشارق (1/ 247)، النهاية (2/ 33).
(¬20) الواو ساقطة من (م).