كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
[باب] (¬1) ذكرِ الخبرِ المبيِّن أن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلى في الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات في ركعتين، وأنه أطال القيام بين الركوع والسجود، وقرأ في قيامه بين الركوعين (¬2) بسورة، وأنه خطب بعد الصلاة، ووعظ الناس
¬_________
(¬1) من (ل) و (م).
(¬2) تصحفت في (م) إلى "الركعتين".
2499 - حدّثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود (¬1)، ح
وحدثنا يزيد بن سِنَان، قال: ثنا وهب بن جرير، قالا: ثنا هشام الدسْتُوَائيُّ (¬2)، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: "كسفت الشّمس على عهد رسول الله (¬3) -صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحَرِّ؛ فصلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه فأطال القيام حتّى جعلوا يَخِرُّوْنَ، قال: ثمّ ركع فأطال، ثمّ رفع فأطال، [ثم ركع فأطال] (¬4)، ثمّ رفع فأطال (¬5)، ثمّ سجد
-[432]- سجدتين، ثمّ قام فصنع مثل ذلك، فكانت (¬6) أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، وجعل يتقَدَّمُ يتقَدَّمُ ويتَأَخَّرُ يتأَخَّرُ (¬7) في صلاته. ثمّ أقبل على أصحابه فقال: إنّه عرضتْ علي الجنَّة والنار، فَقُرِّبَ (¬8) مني الجنَّة حتّى لو تناولت منها قِطْفًا (¬9) ما قصرت يدي عنه أو قال: نِلْتُه -شكّ هشام-. وعرضت علي النّار فجعلت أتأَخَّرُ (¬10) رَهْبَةَ أن تغشاكم. ورأيت امرأة
-[433]- حِمْيَرِيَّة (¬11) سوداء طويلة تعذب في هرة ربطتها، فلم تُطعمها ولم تسقها، ولم تَدَعْهَا تأكل من خَشَاشِ الأرض. ورأيت فيها أبا ثمامة [وقال وهب: أبا أمامة] عمرو بن مالك (¬12) يجر قصبه في النّار. وإنهم كانوا يقولون: إن الشّمس والقمر لا (¬13) ينكسفان -وقال وهب: يخسفان- إِلَّا لموت عظيم، وأنهما آيتان من آيات الله يريكموها الله؛ فإذا انكسفتا (¬14) فصلوا حتّى تنجلي".
¬_________
(¬1) هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (1754) (ص 241 - 242).
(¬2) هنا موضع الالتقاء رواه مسلم عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا إسماعيل بن علية (واللفظ له)؛ وعن أبي غسان المِسْمَعي، حدّثنا عبد الملك بن الصبّاح، كلاهما عن هشام، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران في (ح / 2497) (2/ 622)، برقم (904).
(¬3) في (ل) فقط: "النبي -صلى الله عليه وسلم-".
(¬4) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، استدركتُه من (ل) و (م) وهو كذلك في مسند الطيالسي وصحيح مسلم.
(¬5) ظاهره أنه طَوَّلَ الاعتدالَ الّذي يليه السجودُ، وقد رجح النووي كونها شاذة مخالفة =
-[432]- = فلا تُعمل بها، أو المراد زيادة الطمأنينة في الاعتدال، لا إطالته نحو الركوع. شرح النووي (6/ 206 - 207).
وتعقبه الحافظ في الفتح (2/ 627) بما رواه أحمد (2/ 198)، والنسائي (3/ 149) وابن خزيمة (1389)، (1392)، (1393)، (2/ 321 - 323) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن عمرو بن العاص مرفوعًا، ولفظ ابن خزيمة: "ثمّ ركع فأطال الركوع حتّى قيل: لا يرفع، ثمّ رفع رأسه فأطال القيام حتّى قيل: لا يسجد ... "، وهذا تعقيب وارد، والحديث صحيح. وراجع: المسند (11/ 87) -طبعة شاكر-، صحيح سنن النسائي (1/ 323)، الفتح (2/ 627).
(¬6) (ك 1/ 535).
(¬7) هكذا في الأصل -بتكرار الكلمتين- وكذلك في مسند الطيالسي، وفي: (ل) و (م) بدون تكرار، وهذه الجملة من الزيادات على مسلم.
(¬8) كذا في النسخ، وفي مسند الطيالسي: "فقربت".
(¬9) القِطْف -بكسر القاف-: العنقود من العنب، وهو اسم لكلِّ ما يُقطفُ، كالذِّبْح والطِّحْن.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 184)، غريب ابن الجوزي (2/ 254)، النهاية (4/ 84).
(¬10) في (م): "قال وهب: رهبةَ ... "، وظني أن قوله: "قال وهب "مقحمة في غير محلها، علمًا بأن المثبت هو لفظ الطيالسي في مسنده أيضًا.
(¬11) حِمْيَر -بكسر الحاء، وسكون الميم- قبيلة من بني سبأ من القحطانية، وهم: بنو حمير بن سبأ. نهاية الأرب (ص 222).
(¬12) وسيأتي في (ح / 2503) تسميته بـ (عمرو بن لحي)، قال القرطبي في شرح مسلم (2/ 555): اسم لحي: مالك، و (لحي) لقب له، وسماه في الآخر: عمرو بن مالك ... وفي الآخر عمرو بن عامر الخزاعي، و (لحى) هو: ابن قمعة بن إلياس بن مُضَر، و (عمرو) هذا أول من غَيَّرَ دينَ إسماعيل - عليه الصّلاة والسلام - ونَصَبَ الأوثان، وبحر البحيرة وأخواتها المذكورات في الآية. وتراجع الأحاديث الواردة في ذلك في تفسير ابن جرير (5/ 87 - 88). وانظر: إكمال الأبي (3/ 296)، الفتح (6/ 633 - 635).
(¬13) "لا" ساقطة من (م) ففيها: "ينكسفان" بدونها.
(¬14) وفي مسند الطيالسي: "فإذا انكسفا" و "ينجلي" بالتذكير في الموضعين.