كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 6)

4585- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ المُثَنَّى، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثنا حَرْبُ بنُ شَدَّادٍ، عَن يَحيَى بنِ أَبي كَثِيرٍ، عَن أَبي سَلَمَةَ، وَهُوَ ابْنُ عَبدِ الرَّحمَنِ، عَن بُسْرِ بنِ سَعِيدٍ، عَن زَيْدِ بنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ، قال: قال رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا.
4586- أَخبَرنا إِسحَاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ، قَالَ: أَخبَرنا عَبدُ اللهِ بنُ إِدرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبدِ الرَّحمَنِ، يُحَدِّثُ عَن عُمَرَ بنِ جَاوَانَ، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيسٍ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الحَجَّ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا إِذْ أَتَانًا آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي المَسْجِدِ وَفَزِعُوا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا نَاسٌ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي وَسَطِ المَسْجِدِ، وَإِذَا عَليٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبي وَقَّاصٍ، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُثْمَانُ وَعَلَيْهِ مُلاءَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَهَاهُنَا عَليٌّ؟ أَهَاهُنَا طَلْحَةُ؟ أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ؟ أَهَاهُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلانٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ، فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فَأَخبَرْتُهُ فَقَالَ: اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ غَفَرَ اللهُ لَهُ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم نَظَرَ فِي وُجُوهِ القَوْمِ، فَقَالَ: مَنْ جَهَّزَ هَؤُلاءِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، يَعْنِي جَيْشَ العُسْرَةِ، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا عِقَالاً، وَلا خِطَامًا؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدِ، اللهُمَّ اشْهَدْ.

الصفحة 451