كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 6)

وتقول: وَوَّيْتُ واوًا حَسنَةً، قاله الكسائيُّ.
وغيرُه يقول: أَوَّيْتُ ووَوَّيْتُ.
وأبو الفَرَجِ محمد بن أحمدَ الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الملقَّب بالواو.
وقال الكسائيّ: تقولُ العرب: كلمةٌ مُأَوَّاةٌ مثلُ مُعَوَّاةٍ؛ أي مَبْنِيَّةٌ على بناتِ الواو. وقال غيرُه: كلمةٌ مُوَيَّاةٌ مِن بنات الوَاو، وكلمةٌ مُيَوَّاةٌ مِن بَناتِ الماء. وأما الَّليث فإنَّه قال: كلمةٌ مُؤَيَّاةٌ، أَيْ مَبْنِيَّة من بَنَاتِ الياءِ، قال: وإذا صَغَّرْتَ الياءَ قُلْتَ: أُبْيَّةٌ، ولو صغَّرتَ الوَاو قُلْتَ: أُوَيَّةٌ.
***

(ها)
أمَّا قولُ شَبِيبِ بن البَرْصَاءِ:
تُفَلِّقُ ها مَنْ لَمْ تَنَلْهُ رِمَاحُنَا
بِأَسْيَافِنا هامَ المُلُوكِ القَمَاقِمِ
فإن أبا سعيد، قالَ: هذا تقديمٌ مَعْنَاه التأخير، إنما هو نُفَلِّقُ بأَسْيَافِنَا هامَ المُلوكِ القَمَاقِمِ ثم قال: ها مَنْ لَمْ تَنَلْه رِمَاحُنَا، فهي تَنْبِيهٌ.
وقال الجوهريّ: ورُبَّما حُذِفَتْ مِنْ "هو" "الواو" في ضرورة الشِّعر، كما قال:
فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قالَ قَائلٌ
لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلَاطِ تَجِيبُ
وهكذا أَنْشَدَه سِيبوَيْه، وعَزَاه إلى العُجَيْر السَّلُولِيِّ، والروايةُ "ذَلُولُ" والقافيةُ لامِيَّة، ويروى للمِخْلَبِ الهِلاليّ، وهو للعُجَيْر، وبعده:
مُحَلَّى بأطْواقٍ عِنَاقٍ كأنَّها
بَقَايَا لُجَيْنٍ جَرْسُهُنَّ صَلِيلُ
وقال الجوهريّ أيضا: وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة الشعر، كما قال:
هُمُ القائِلُون الخَيْرَ والآمِرُونَهُ
إذا ما خَشُوا مِنْ مُعْظَم الأَمْرِ مُفْظِعَا
والروايةُ: "مِنْ مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَمَا".
وهكذا أنشده سيبويه، وقال أبو الهيثم: بَنُو أَسدٍ تُسَكِّنُ الواوَ والياءَ مِنْ "هُوَ" "وَهِيَ"، يقولون: هُو زَيْدٌ، وهِي هندٌ، قال:
وكُنَّا إذا مَا كَانَ يَومَ كَرِيهَةٍ
فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فِتْيانُ
ومن العرب مَنْ يُشَدِّدُ الواوَ والياءَ، فيقولُ: هُوَّ وَهِيَّ؛ قال:

الصفحة 548