كتاب روح البيان (اسم الجزء: 6)

الله وما المفردون قال (الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) : قال الشيخ العطار
اصل تجريدت وداع شهوتست ... بلكه كلى انقطاع لذتست
گر تو ببريدى ز موجودات اميد ... آنكه از تفريد كردى مستفيد
والذكر طرد الغفلة ولذا قالوا ليس فى الجنة ذكر اى لانه لا غفلة فيها بل حال اهل الجنة الحضور الدائم وفى التأويلات النجمية ما حاصله ان الفحشاء والمنكر من امارات مرض القلب ومرضه نسيان الله وذكر الله اكبر فى ازالة هذا المرض من تلاوة القرآن واقامة الصلاة لان العلاج انما هو بالضد فان قلت إذا كانت تلاوة القرآن واقامة الصلاة والذكر صادرة من قلب مريض معلول بالنسيان الطبيعي للانسان لا يكون كل منها سببا لازالة المرض المذكور قلت الذكر مختص بطرح اكسير ذكر الله للعبد كما قال (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) فابطل خاصية المعلولية وجعله إبريزا خاصا بخاصيته المذكورة فذكر العبد فنى فى ذكر الله فلذا كان اكبر وقال بعض الكبار ذكر اللذات فى مقام الفناء المحض وصلاة الحق عند التمكين فى مقام البقاء اكبر من جميع الاذكار وأعظم من جميع الصلوات قال ابن عطاء رحمه الله ذكر الله اكبر من ذكركم لان ذكره للفضل والكرم بلا علة وذكركم مشوب بالعلل والأماني والسؤال وقال بعضهم إذا قلت ذكر الله اكبر من ذكر العبد قابلت الحادث بالقديم وكيف يقال الله احسن من الخلق ولا يوازى قدمه إلا قدمه ولا ذكره الا ذكره ولا يبقى الكون فى سطوات المكون وقال بعضهم [ذكر خداى بزركتر است از همه چيزيرا كه ذكر او طاعتست وذكر غير او طاعت نيست] فويل لمن مر وقته بذكر الأغيار: قال الحافظ
اوقات خوش آن بود كه با دوست بسر رفت ... باقى همه بيحاصل وبيخبرى بود
وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ من الذكر وسائط الطاعات لا يخفى عليه شىء فيجازيكم بها احسن المجازاة وقال بعض الكبار والله يعلم ما تصنعون فى جميع المقامات والأحوال فمن تيقن ان الله يعلم ما يصنعه تجنب عن المعاصي والسيئات وتوجه الى عالم السر والخفيات بالطاعات والعبادات خصوصا الصلوات ولا بد من تفريغ القلب عن الشواغل فصلاة بالحضور أفضل من الف صلاة بدونه- حكى- ان واحدا كان يتضرع الى الله ان يوفقه لصلاة مقبولة فصلى مع حبيب العجمي فلم يعجبه ظاهرها من امر القراءة فاستأنف الصلاة فقيل له فى الرؤيا قد وفقك الله لصلاة مقبولة فلم تعرف قدرها فاصلاح الباطن أهم فان به يتفاضل الناس وتتفاوت الحسنات ويحصل الفلاح الحقيقي هو الخلاص من حبس الوجود بجود واجب الوجود ونظر العبد لا يدرك كمالية الجزاء المعدّ له بمباشرة اركان الشريعة وملازمة آداب الطريقة للوصول الى العالم الحقيقي ولكن الله يعلم ما تصنعون باستعمال مفتاح الشريعة وصناعة الطريقة بفتح أبواب طلسم الوجود المجازى والوصول الى الكنز المخفي من الوجود الحقيقي نسأل الله سبحانه ان يوفقنا للفعل الحسن والصنع الجميل ويسعدنا بالمقام الأرفع والاجر الجزيل

الصفحة 476