كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 6)

13794- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: لَمَّا سَامَتْ عَائِشَةُ بَرِيرَةَ، فَقَالَتْ: أَعْتِقْهَا، فَقَالُوا: وَتَشْتَرِطِينَ لَنَا وَلاَءَهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: نَعَمِ اشْتَرِطِيهِ، فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، ثُمَّ قَامَ، فَخَطَبَ، فَقَالَ: مَا بَالُ الشَّرْطِ قَدْ وَقَعَ قَبْلَهُ حَقُّ اللهِ، الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
13795- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ يَقُولُ: جَاءَتْ وَلِيدَةٌ لِبَنِي هِلاَلٍ، يُقَالُ لَهَا: بَرِيرَةُ، تَسْتَعِينُ عَائِشَةُ فِي كِتَابَتِهَا، فَسَامَتْ عَائِشَةُ بِهَا أَهْلَهَا، فَقَالُوا: لاَ نَبِيعُهَا إِلاَّ وَلَنَا وَلاَؤُهَا، فَتَرَكَتْهَا، وَقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبَوْا أَنْ يَبِيعُوهَا إِلاَّ وَلَهُمُ الْوَلاَءُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكَ، إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، فَابْتَاعَتْهَا عَائِشَةُ، وَأَعْتَقَتْهَا، فَخُيِّرَتْ بَرِيرَةُ، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَقَسَمَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، فَأَهْدَتْ لِعَائِشَةَ نِصْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ قَالَتْ: لاَ، إِلاَّ ذَا الشَّاةَ الَّتِي أَعْطَيْتَ بَرِيرَةَ، فَنَظَرَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: قَدْ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا، هِيَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ، فَأَكَلَ مِنْهَا.
وَقَالَ عُرْوَةُ: ابْتَاعَتْهَا مُكَاتَبَةً عَلَى ثَمَانِ أَوَاقٍ لَمْ تَقْضِ (1) مِنْ كِتَابَتِهَا شَيْئًا.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، وفي طبعة دار الكتب العلمية: «تَنقص».

الصفحة 174