كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 6)
13215 - عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الذِّينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآيَةَ. قَالَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ: أَيُّ لَكَاعٍ، أَلاَ إِنْ تَفَخَّذَهَا (1) رَجُلٌ، فَنَظَرَتُ حَتَّى أدمنت، فَإِنْ ذَهَبْتُ أَجْمَعُ الشُّهَدَاءَ، ثُمَّ أَجْمَعُهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، وَإِنْ حَدَّثْتُكُمْ بِمَا رَأَيْتُ ضَرَبْتُمْ ظَهْرِي ثَمَانِينَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلأَنْصَارِ: أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى مَا قَالَ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، لاَ تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِينَا أَحَدٌ أَشَدَّ غَيْرَةٍ مِنْهُ، وَاللهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلاَّ بِكْرًا، وَلاَ طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ فَاسْتَطَاعَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ، إِلاَّ الْبَيِّنَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ. قَالَ: فَابْتُلِيَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، وَهُوَ هِلاَلُ بن أُمَيَّةَ، فَجَاءَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَدْرَكَ عَلَى امْرَأَتِهِ رَجُلاً، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآيَةَ، إِلَى: {الصَّادِقِينَ}. فَلَمَّا شَهِدَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قِفُوهُ، فَإِنَّهَا وَاجِبَةٌ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَتُبْ. قَالَ: لاَ وَاللهِ، إِنِّي لَصَادِقٌ. ثُمَّ مَضَى عَلَى الْخَامِسَةِ، ثُمَّ شَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ باللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قِفُوهَا، فَإِنَّهَا وَاجِبَةٌ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةً فَتُوبِي، فَسَكَتَتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: لاَ أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، ثُمَّ مَضَتْ عَلَى الْخَامِسَةِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا، وَجَاءَتْ بِهِ كَذَا، فَهُوَ لِفُلاَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى المَكْرُوهِ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَبْلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْلاَ مَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ كَانَ لِي فِيهِ أَمْرٌ.
_حاشية__________
(1) تحرف في الطبعات الثلاث: المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، ودار التأصيل، إلى: «إِنِّي أَطَّلِعُ الآنَ، تَفَخَّذَهَا».
- وأثبتناه عن «تفسير عَبد الرَّزَّاق» 2012، و «التمهيد» لابن عَبد الْبَر 21/ 257، إذ نقله من طريق عَبد الرَّزَّاق.
13216- عبد الرزاق، عَن إِبرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بن الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ المُتَلاَعِنَيْنِ حِينَ تَلاَعَنَا، وَقَالَ: إِذَا وَضَعَتْ فَأْتُونِي بِهِ قَبْلَ أَنْ تُرْضِعَهُ، وَقَالَ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا قَطَطًا، فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيتْ بِهِ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ سَبِطًا، فَهُوَ مِنْ زَوْجِ المَرْأَةِ، فَجَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَمْرَهُ لَبَيِّنٌ (1)، لَوْلاَ مَا قَضَى اللهُ فِيهِ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، ودار الكتب العلمية (12494)، وقد تحرف في طبعة المكتب الإسلامي (12454)، إلى: «امراه ليس».
الصفحة 73