كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

قيل: ينسب إليهم كثير عامتهم بمصر (¬1). أخرج له البخاري في "الأدب" (حدثه عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (¬2): يعجب) بفتح التحتانية والجيم (ربكم) (¬3) إطلاق التعجب على الله تعالى مجاز (¬4)؛ لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء، والتعجب ما خفي سببه ولم يعلم، ومعناه: هنا يعظم (¬5) هذا الفعل ويكبر (¬6) عند ربنا تبارك وتعالى (¬7)؛ لأن الآدمي إنما يتعجب من الشيء إذا عظم عنده موقعه، وقيل: معناه: يرضى ربك بهذا الفعل ويثيب عليه ثوابًا جزيلًا، فسماه عجبًا مجازًا، والأول أوجه (¬8).
(من راعي غنم في رأس شظية) بفتح الشين المعجمة وكسر الظاء المعجمة أيضًا بعدهما ياء مثناة تحت مشددة ثم تاء تأنيث، كذا ضبطه المنذري (¬9)، وهي القطعة المرتفعة في رأس الجبل التي لم تنفصل منه، والشظية الفلقة من العصا ونحوها (بجبل) بالباء (¬10) بمعنى من جبل، فالباء بمعنى (من) (¬11) كقوله تعالى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (¬12). ولفظ
¬__________
(¬1) "اللباب في تهذيب الأنساب" (3/ 229).
(¬2) ليست في (م).
(¬3) في (ص): ربك. وفي (س): ربك ربنا. والمثبت من (ل، م)، و"السنن".
(¬4) في (م): تجاوز.
(¬5) في (ص): تعظيم. والمثبت من (س، ل، م).
(¬6) في (ص): تكثيره. والمثبت من (س، ل، م).
(¬7) زاد في (ص، س، ل): ونسبته إلى الله تعالى. وهي زيادة مقحمة.
(¬8) "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 174.
(¬9) "مختصر سنن أبي داود" 2/ 50.
(¬10) في النسخ الخطية: الباء. والمثبت هو الأنسب للسياق.
(¬11) من (س، ل، م).
(¬12) الإنسان: 6.

الصفحة 127