كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

واستدل به على أن الخارجين إلى صلاة الاستسقاء يخرجون في ثياب بذلة اقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، ولأنه أليق بحال السائل المحتاج، والبذلة بكسر الباء ما يمتهن من الثياب بأن يلبس وقت العمل، وكذلك المبذلة بكسر الميم زاد ابن ماجه والنسائي: متخشعًا (¬1). والتخشع: حضور القلب، وسكون الجوارح (متواضعًا) قال أصحابنا: يستحب أن يكون تواضعهم في كلامهم ومشيهم وجلوسهم كما يشعر به لفظ الحديث (متضرعًا) التضرع هو التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة، يقال: تضرع إذا خضع وذل، وفي حديث عمر: [ضرع الكبير ورق الصغير] (¬2) (¬3)، ويستحب مع ذلك ترك التطيب لكونه أليق بحالهم، نعم يتنظفون بالسواك وقطع الروائح الكريهة، وكذلك بالغسل، ولو خرجوا حفاة مكشوفة رؤوسهم لم يكره كما قاله المتولي، ولم يستبعده الشاشي (¬4).
(حتى) أي (¬5): استمرت هذِه [حالته حتى (¬6) (أتى (¬7) المصلى، زاد عثمان) بن أبي شيبة (فرقي) بكسر القاف وفتحها في المستقبل، ورواه بعضهم فرقأ بفتح القاف، وقيل: إن فتح القاف مع الهمز لغة طيء،
¬__________
(¬1) أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 163، وابن ماجه (1266).
(¬2) كذا في الأصول، وفي مصادر التخريج: ضرع الصغير ورق الكبير. انظر: "الاستذكار" 2/ 435، "إحياء علوم الدين" 1/ 309.
(¬3) "النهاية في غريب الحديث" 3/ 85.
(¬4) انظر: "تحفة المحتاج" 10/ 281. وفيها: واستبعده الشاشي.
(¬5) سقط من (م).
(¬6) من (س، ل).
(¬7) في (م): حالته إلى.

الصفحة 17