كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

وقال النووي في "الخلاصة": وقال: هذا الذي قاله الخطابي لم تأت به الرواية وليس هذا واضح المعنى (¬1)، وقد رواه البزار بلفظ يزيل الإشكال، وهو عن جابر أن [بواكي أتوا] (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، ورواه أبو عوانة في "صحيحه" ولفظه: أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -[هوازن فقال: "قولوا: اللهم اسقنا" (¬4)، ورواه البيهقي بلفظ: أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -] (¬5) بواكي هوازن (¬6)، وهذِه الروايات (¬7) تَرُدُّ بظاهرها على ما قاله الخطابي، وعلى الرواية (¬8) الصحيحة المشهورة، فإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - على البكاء يدل على جواز البكاء من شدة الجوع والعطش والعري والبرد ونحو ذلك، إذا غلب على الآدمي من غير استجلاب (¬9) له.
(فقال) قولوا (اللهم اسقنا) كما في رواية أبي عوانة، واسقنا (¬10) بهمزة وصل ويجوز فتحها لأنك تقول: سقيت فلانًا وأَسقيته لغة، وسقانا الله الغيث وأسقانا ومنهم من يقول سقيته إذا كان بيدك وأسقيته
¬__________
(¬1) "خلاصة الأحكام" 2/ 879.
(¬2) في (ص، س): يوالي أقوال. والمثبت من (ل، م)، و"التلخيص الحبير".
(¬3) انظر: "التلخيص الحبير" 2/ 202.
(¬4) "مسند أبي عوانة" (2527).
(¬5) سقط من الأصل، (س، ل)، والمثبت من (م).
(¬6) "السنن الكبرى" 3/ 355.
(¬7) في (م): الرواية.
(¬8) في (م): اللغة.
(¬9) في (م): استحلال.
(¬10) في (م): واستقائهم.

الصفحة 27