كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

(الاستسقاء) ظاهره نفي رفع اليدين في كل دعاء غير دعاء الاستسقاء وهو معارض بالأحاديث الثابتة في الرفع في غير الاستسقاء، وهي كثيرة، وقد أفردها البخاري بترجمة في كتاب الدعوات، وساق فيها عدة أحاديث، فذهب بعضهم إلى أن العمل بها أولى، وحمل حديث أنس هذا على نفي رؤيته وذلك لا يستلزم نفي رؤية غيره، وذهب آخرون إلى تأويل حديث أنس لأجل الجمع بأن يحمل النفي على صفة مخصوصة، وأما الرفع البليغ ويدل عليه قوله: (فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى) [مبني للمفعول أو للفاعل] (¬1) (بياض إبطيه) وأما صفة اليدين في ذلك ويدل عليه (¬2) على الحديث الآتي [من حديث أنس: كان يستسقي هكذا ومدَّ يديه وجعل بطونها مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه (¬3) ورواية مسلم (¬4)] (¬5) عن أنس أيضًا، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. وقد تقدم الكلام في بياض إبطيه.
[1171] (حدثنا الحسن بن محمد) [بن الصباح] (¬6) الزعفراني بفتح الزاي نسبة إلى الزعفرانية قرية بقرب بغداد، أخرج له البخاري.
(حدثنا عفان) بن مسلم الصفار (حدثنا حماد) بن سلمة كذا في مسلم (أنبأنا ثابت، عن (¬7) أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستسقي هكذا يعني ومد يديه)
¬__________
(¬1) ليست في (م).
(¬2) في (ص، س، ل): على.
(¬3) سيأتي تخريجه في الحديث القادم.
(¬4) "صحيح مسلم" (896).
(¬5) سقط من الأصل، (س، ل).
(¬6) ليست في (م).
(¬7) في (ص، س): بن.

الصفحة 30