كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

يكثر من الاستغفار بعد التكبير كما هو ظاهر نص الشافعي في "الأم" (¬1) كما تقدم.
(وحمد) بكسر الميم (الله تعالى) يعني: كما في خطبة العيد (ثم قال): أيها الناس (إنكم شكوتم) فيه أن الرعية إذا حصل لهم ضرر في دينهم أو دنياهم يشكوه إلى الإمام كما في الحديث: أنهم شكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء (¬2) (جدب) بالدال المهملة، هو القحط وعلو الأسعار (دياركم) أي: شكوتم حصول الجدب في دياركم وأراضيكم.
(واستئخار) بهمزة ساكنة (¬3) بعد المثناة المكسورة (المطر) أي: تأخره يقال: أخر وتأخر واستأخر بمعنى (عن أبان) بكسر الهمزة وتشديد الباء الموحدة، وبعد الألف نون أصلية، وقيل: هي زائدة (¬4)، من قولهم أب الشيء إذا (¬5) تهيأ للذهاب، ووزنه على الأول فعَّالا بتشديد العين، وعلى القول الثاني فعلان، والمعنى تأخر المطر عن وقت نزوله المعتاد (¬6)، وحبس (¬7) زمانه عنكم، وقد يؤخذ منه أن الاستسقاء (¬8) لا يكون إلا عند الحاجة إليه (¬9) أما إذا لم يكونوا محتاجين إليه بأن يكون الماء
¬__________
(¬1) "الأم" 1/ 416.
(¬2) أخرجه مسلم (619) (190)، والنسائي 1/ 247، ابن ماجه (675).
(¬3) في (ص، س): مكسورة. والمثبت من (ل، م).
(¬4) في (م): أصلية.
(¬5) في (م): أو.
(¬6) في (م): الميعاد.
(¬7) سقط من (م)، وفي (س، ل): وخبن.
(¬8) في (م): الاستغفار.
(¬9) من (ل، م).

الصفحة 36