كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

(اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت (¬1) الغني) الذي لا يحتاج إلى أحد في شيء (ونحن الفقراء) المحتاجون إليك في جميع أمورنا، تغني من تشاء [من عبادك] (¬2) وتفقر من تشاء، وهذا هو الغنى المطلق، ولا يشارك الله فيه غيره.
(أنزل) بفتح الهمزة (علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا) أي: اجعل ما أنزلته علينا من الغيث (قوة) لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين، قال في "النهاية": البلاغ ما يتبلغ ويتوصل به إلى الشيء المطلوب (¬3) (ثم رفع يديه) للدعاء (فلم يزل في) انتهاء (الرفع) ليديه (حتى بدا بياض إبطيه)، وبياض الإبط من خصائصه كما تقدم.
(ثم حول إلى الناس ظهره) في أثناء الخطبة ليستقبل القبلة (وقلب) بتخفيف اللام (- أو) شك من الراوي (حول - رداءه) (¬4) للتفاؤل كما تقدم، وقال بعضهم: هذِه أمارة بينه وبين ربه لا على طريق التفاؤل؛ فإن من شرط الفأل أن لا يكون بقصد، وإنما قيل له حول رداءك ليتحول حالك (وهو رافع يديه) للدعاء (ثم أقبل على الناس) بوجهه، (ونزل) عن المنبر (فصلى ركعتين) فيه دليل على تقديم الخطبة على الصلاة، وفيه ما تقدم.
¬__________
(¬1) من (ل، م)، ومصادر التخريج.
(¬2) سقط من (م).
(¬3) "النهاية في غريب الحديث" 1/ 152.
(¬4) زاد في (ص، س): إشارة إلى خير الدنيا والآخرة، وكتبها في حاشية (ل). وهي زيادة مقحمة.

الصفحة 40