كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

الضحك، وقيل: هي الأضراس والأنياب، والمشهور أنها أقصى الأسنان، والمراد هنا الأول؛ لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدوا أواخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة (¬1) ضحكه التبسم.
(فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير) وفي الكلام حذف تقديره والله أعلم: فلما رأى [عظمة الله في] (¬2) سرعة خروج السحابة وما معها من الرعد والبرق، ونزول الأمطار الكثيرة في أسرع حين، وامتلأت الأودية من السيول العظيمة حتى أسرع الناس منه إلى بيوتهم، وتبين له إجابة دعوته عاجلًا غير آجل قال: أشهد بما رأيت أن الله على كل شيء قدير، أي: قادر على عظم ما يشهدون (¬3) من قدرته. وعلى أعظم من ذلك.
(وأني عبد الله ورسوله) (¬4) فيه تشريع لهذِه الأمة على أن يقتدوا به ويتأسوا بأقواله وأفعاله، وذلك أنه أمين الله عليه بإجابة دعوته، وظهور معجزاته (¬5) الظاهرة، اعترف له بالعبودية والتذلل له، كما أنه فتح الله تعالى عليه (¬6) الفتوح العظيمة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا
¬__________
(¬1) في (م): ضحكه جل.
(¬2) سقط من (م).
(¬3) في (م): شاهدت. وفي (ل): يشاهدون.
(¬4) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (991)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 328. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 136: إسناده حسن.
(¬5) في (ل، م): معجزته.
(¬6) سقط من (ص). والمثبت من (س، ل، م).

الصفحة 42