كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

[ودخل مكة وهو مطأطئ رأسه تواضعًا لله تعالى] (¬1)، وأمره الله تعالى أن يسبحه. أي: ينزهه عما لا يجوز عليه من الصاحبة والولد، كما قالوا في عيسى - عليه السلام - لما تكلم في المهد، فكان أول كلام عيسى: إني عبد الله ورسوله.
(قال المصنف: هذا حديث غريب) الظاهر أن غرابته من جهة القاسم بن مبرور [لكن حكم المصنف بجودة الإسناد، فهو تعديل له] (¬2) (إسناده) مبتدأ تقديره: وإسناده، ولكن حذف حرف العطف كقول الشاعر
إن امرأً رهطه [بالشام منزله] (¬3) ... برمل يبرين جارًا شد ما اغتربا
أي: ومنزله يبرين، ويبرين بفتح الياء (¬4) المثناة تحت (¬5) وإسكان الباء الموحدة، ويقال فيها (¬6): يبرون، وهو رمل معروف في ديار بني سعد، وقد خرج على حذف الواو آيات منها قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8)} (¬7) أي: ووجوه عطفًا على {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2)} (¬8) (جيد) وقد تقدم تصحيحه.
(وأهل المدينة) وكذا أهل مكة، كما قال الزمخشري (¬9) (يقرؤون)
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) سقط من (م).
(¬3) في (م): في الشام مبركه.
(¬4) في (ص): بالياء. والمثبت من (س، ل، م).
(¬5) من (م).
(¬6) سقط من (م).
(¬7) الغاشية: 8.
(¬8) الغاشية: 2.
(¬9) "الكشاف عن حقائق التنزيل" 1/ 54.

الصفحة 43