كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

(ثم قال) اللهم (حوالينا) (¬1) بفتح اللام، وفيه حذف تقديره (¬2): اللهم اجعل وأمطر (¬3)، والمراد به (¬4) صرف المطر عن الأبنية والدور، وفيه الأدب في الدعاء حيث لم يدع برفع المطر مطلقًا لاحتمال الاحتياج إلى استمراره، فاحترز (¬5) بما يقتضي دفع الضرر وإبقاء النفع، ويستنبط منه أن من أنعم الله عليه بنعمة ينبغي (¬6) أن لا يتسخطها لعارض يعرض (¬7) فيها، بل يسأل الله تعالى رفع ذلك العارض وإبقاء النعمة، وفيه أن الدعاء بدفع الضرر لا ينافي التوكل، وإن كان المقام الأفضل التفويض إلى الله تعالى، وفيه جواز تبسم الخطيب على المنبر (¬8) تعجبًا من أحوال الناس.
(ولا علينا) فيه بيان المراد بقوله (حوالينا) لأنها تشمل الطرق التي حولهم، فأراد إخراجها بقوله (ولا علينا) قال الطيبي: وفي إدخال الواو في قوله (ولا علينا) معنى لطيف، وذلك أنه لو (¬9) أسقطها لكان مستسقيًا بطلب المطر [للآكام (¬10) وما معها، ودخول الواو يقتضي أن
¬__________
(¬1) زاد في (ص): ولا علينا. وهي زيادة مقحمة. وستأتي بشرحها بعد ذلك.
(¬2) من (س، ل، م).
(¬3) في (ص، س، ل): أو أمطر. والمثبت من (م).
(¬4) من (س، ل).
(¬5) بياض في (ص)، والمثبت من (س، ل، م).
(¬6) من (س، ل، م).
(¬7) من (س، ل، م).
(¬8) من (س، ل، م).
(¬9) سقط من (س، ل، م).
(¬10) في (ص، س): كالآكام. والمثبت من (ل، م)، و"فتح الباري".

الصفحة 49