كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

طلب المطر على المذكورات ليس مقصودًا لعينه، ولكن ليكون وقاية من أذى المطر] (¬1)، فليست الواو مخلصة (¬2) للعطف، ولكنها للتعليل، وهو كقولهم (¬3): تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها (¬4) فإن الجوع [ليس مقصودًا] (¬5) لعينه، و [لكن لكونه] (¬6) مانعًا من الرضاع بأجرة إذ كانوا يكرهون ذلك. انتهى (¬7).
ونظير قول العرب أن يقال: يجوع الأدمي ولا يؤجر نفسه لكافر، ومن ورود الواو للتعليل (¬8)، الواو الداخلة على الأفعال المنصوبة في قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ} (¬9)، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)} (¬10).
قال أنس: (فنظرت إلى السحاب يتصدع) أي: يتفرق ويتقطع. ومنه قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} (¬11) أي: يتفرقون. كما قال تعالى: {وَيَوْمَ
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) في (ص، س، ل): محصلة. والمثبت من (م)، و"فتح الباري".
(¬3) سقط من (م).
(¬4) في (ص): بيديها. وفي (م): بيدها. والمثبت من (س، ل)، و"فتح الباري".
(¬5) سقط من (م).
(¬6) في (م): لكنه.
(¬7) انظر: "فتح الباري" 2/ 587.
(¬8) زاد في (س، ل، م): قوله تعالى.
(¬9) الشورى: 34 - 35.
(¬10) آل عمران: 142.
(¬11) الروم: 43.

الصفحة 50