كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الجاهر بالقرآن) يقال: جهر بالقول إذا رفع صوته به (¬1).
(كالجاهر بالصدقة) كالمظهر (¬2) لها (والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) (¬3) هكذا لفظ الترمذي والنسائي بحروفه.
وذكره النسائي في باب المسر بالصدقة، والترمذي في فضائل القرآن، ولفظ الطبراني في "الكبير": "إن الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، وأن الذي يسر بالقرآن كالذي يسر بالصدقة" (¬4). قال الترمذي: وهو حديث حسن غريب.
ثم (¬5) قال: ومعنى الحديث أن (¬6) الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم [لكي يأمن] (¬7) الرجل من العجب؛ لأن الرجل يسر بالعمل ولا يخاف عليه من العجب ما يخاف عليه من العلانية (¬8).
¬__________
(¬1) من (س، ل، م).
(¬2) في (ص): لا بمظهر. والمثبت من (س، ل، م).
(¬3) أخرجه الترمذي (2919)، والنسائي (2561)، وأحمد 4/ 151. قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (1204): إسناده صحيح.
(¬4) "المعجم الكبير" (7742).
(¬5) من (ل، م).
(¬6) سقط من (م).
(¬7) في (ص): لكن إن أمن. والمثبت من (س، ل، م)، و"جامع الترمذي".
(¬8) "جامع الترمذي" 5/ 165 - 166.

الصفحة 516