كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

كسائر المخلوقات يطرأ (¬1) عليهما النقص والتغيير كغيرهما، وكان بعض الضلال من المنجمين يقول: لا ينكسفان إلا لموت عظيم أو نحو ذلك، فبين (¬2) أن هذا باطل لئلا يغتر بأقوالهم (¬3)، لا سيما وقد صادف موت إبراهيم (¬4).
(ولا لحياته) ذكر هذا وإن لم يكن أحد يقول: إن (¬5) الانكساف لحياة أحد، لا سيما في سياق موت إبراهيم، بل لدفع توهم أنها إذا (¬6) لم تكن لموت أحد، فيكون كنقيض الموت يعمم (¬7) النفي فيهما.
(ولكنهما آيتان من آيات الله) أي: علامتان لقرب القيامة، أو إنه (¬8) لعذاب الله الناس مقدمة له، قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (¬9)، أو علامتان على أنهما مخلوقتان لله تعالى، داخلتان تحت قهر الله تعالى، ويعتريهما النقص والتغير كما يعتري غيرهما، لا يستطيعان الدفع عن أنفسهما شيئًا، فكيف يتصرفان (¬10) في موت أحد أو حياته، وأما قول أهل الهيئة: إن سبب الكسوف حيلولة القمر بينها وبين الأرض فلا يرى حينئذ إلا لون القمر [وهو كمِدٌ (¬11) لا نور له] (¬12)،
¬__________
(¬1) في (م): فطرأ.
(¬2) في (م): فتبين.
(¬3) في (ص): بأحوالهم.
(¬4) "شرح مسلم للنووي" 6/ 201.
(¬5) ليست في (م).
(¬6) ليست في (م).
(¬7) في (ل، م): فعم.
(¬8) ليست في (م).
(¬9) الإسراء: 59.
(¬10) في (س، ل، م): يتصرف.
(¬11) في النسخ: كبير. والمثبت من "عمدة القاري" 2/ 96، وهو الصحيح، وكمد اللون: متغيره، كأنما علته غبرة.
(¬12) ليست في (م).

الصفحة 61