كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

[(فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين)] (¬1) فيه إشارة إلى (¬2) أن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، ويدل عليه (¬3) رواية "صحيح مسلم" عن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أريت (¬4) ليلة (¬5) القدر ثم أنسيتها، وأراني (¬6) في صبيحتها أسجد في ماءٍ وطين". قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. ولهذا كان عبد الله بن أنيس يقول: إنها ليلة ثلاث وعشرين.
وادعى الروياني في "الحلية": أنه قول أكثر العلماء، وهو قول كثير من الصحابة وغيرهم، وهو قول أهل المدينة، وحكاه سفيان الثوري عن أهل مكة والمدينة. وممن روي عنه أنه كان يوقظ أهله فيها (¬7) ابن عباس وعائشة، وهو قول مكحول (¬8).
وروى [رشدين بن سعد] (¬9) عن زهرة بن معبد قال: أصابني احتلام في أرض العدو وأنا في البحر (¬10) ليلة ثلاث وعشرين. [في رمضان فذهبت لأغتسل فسقطت في الماء، فإذا الماء عذب فناديت أصحابي؛ لأعلمهم أني في ماء عذب، قال ابن عبد البر: هذِه] (¬11) الليلة تعرف
¬__________
(¬1) في (ر) قوله أنزل ليلة ثلاث وعشرين أخرجه ن.
(¬2) سقط من (س، ل).
(¬3) في (س، م): على.
(¬4) في (م): رأيت.
(¬5) سقطت من (ر).
(¬6) في (م): وأرى أني.
(¬7) من (ل).
(¬8) زاد في (م): وعائشة.
(¬9) في (ر): أسيد بن سعد. وفي (م): أسيد بن سعيد. وفي (ل): رشيد بن سعد. والمثبت من "التمهيد" لابن عبد البر 21/ 216.
(¬10) سقط من (س، ل).
(¬11) في (م): عند الترمذي.

الصفحة 648