كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

جميع العشر الأواخر، ثم ذكر ما هو أخص من ذلك، فقال (والتمسوها (¬1) في كل وتر) أي: في أوتار العشر الأواخر، يعني: دون الأشفاع "إن الله تعالى وتر يحب الوتر" (¬2).
[(قال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: فمطرت)] (¬3) بفتح الميم والطاء (السماء) (¬4). يقال: مطرت في الرحمة وأمطرت بالألف لا غير في العذاب. قال صاحب "الحاوي": زعم بعضهم أنه يكره أن يقال: اللهم أمطرنا؛ لأن الله لم يذكر (¬5) الإمطار، يعني: بالألف [إلا للعذاب] (¬6). قال الله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} (¬7). (¬8) ورد هذا بأنه قد جاء في كتاب الله أمطر في مطر (¬9) للغيث. [وهو قوله تعالى] (¬10): {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} (¬11)، ومعلوم أنهم أرادوا الغيث، ولهذا رد الله عليهم بقوله: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬12).
[من تلك الليلة) بالجر (وكان المسجد على] (¬13) عريش) أي: مظللًا بجريد ونحوه مما يستظل به، يريد أنه لم يكن له سقف يكن من المطر، والعريش كالبيت يصنع من سعف النخل ينزل فيه الناس أيام الثمار ليصيبوا منها [حين تصرم حتى] (¬14) سمي بذلك أهل البيت عريشًا، والعريش
¬__________
(¬1) سقط من (ر).
(¬2) سيأتي تخريجه في باب استحباب الوتر.
(¬3) في (ر): قوله مطرت.
(¬4) و (¬5) سقط من (ر).
(¬6) من (ر، ل).
(¬7) الشعراء: 173.
(¬8) "الحاوي الكبير" 2/ 524.
(¬9) في (م): المطر.
(¬10) تكررت في (م).
(¬11) و (¬12) الأحقاف: 24.
(¬13) في (ر): قوله.
(¬14) في (ر): حين جنى.

الصفحة 657