كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

أوس: (فكان) [رسول الله] (¬1) (يأتينا كل ليلة بعد العشاء) الآخرة (فيحدثنا) فيه دليل على جواز الحديث مع [الضيف بعد العشاء] (¬2) لإيناسه، ويكون هذا من الخير المستثنى [في قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها إلا في خير، فهذا من الخير المستثنى] (¬3)، ومنه مذاكرة الفقه (¬4) وحكايات الصالحين ونحو ذلك؛ لأنه خير تأخر ولا يترك لمفسدة متوهمة.
(قال أبو سعيد) عبد الله بن سعيد في روايته: كان كل ليلة يأتينا (قائمًا) منصوب على الحال من فاعل يأتينا [(على رجليه حتى] (¬5) يراوح) بضم الياء [وفتح الراء وكسر الواو] (¬6) ثم حاء (¬7) مهملة (بين رجليه) وفي رواية لغير المصنف: يراوح بين قدميه (من طول القيام) أي: يعتمد على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل واحدة (¬8) من القدمين. ومنه صلاة التراويح؛ لأنهم كانوا يستريحون بين كل ترويحتين، أي: تسليمتين، والتراويح جمع ترويحة (¬9) على المرة الواحدة من الراحة تفعيلة (¬10) منها مثل تسليمة من السلام، وقيل: سميت التراويح لأن المصلي يطول قيامه فيتروح بالقيام على أحد القدمين.
[(وأكثر ما) كان (يحدثنا ما لقي من قومه] (¬11) من قريش) حين كان
¬__________
(¬1) من (ر).
(¬2) في (م): المضيف.
(¬3) سقط من (ر).
(¬4) في (م): الضيف.
(¬5) في (ر): حتى على رجليه.
(¬6) في (ر): وكسر الراء وفتح الواو.
(¬7) من (ر).
(¬8) ساقطة من (ر).
(¬9) في (ر): تروحة.
(¬10) في (م): تفعلله.
(¬11) ترحلت تلك العبارة فجاءت بعد قوله: فلما خرجنا من المدينة.

الصفحة 690