(من القرآن فكرهت) [نسخة: فكرهن] (¬1) (أن أجيء) ولابن ماجه: "أن أخرج".
(حتى أتمه) بضم الهمزة وكسر التاء. فيه استحباب المحافظة على الأوراد التي اعتادها من قراءة وصلاة وذكر ونحو ذلك، فيستحب (¬2) له أن يواظب عليه ولا يتركه لا سيما إذا شرع فيه، وأنه يكره له أن يقطعه ويشتغل بغيره قبل أن يتمه كما في الحديث، وامتثالًا لقوله تعالى: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (¬3) فإن غلبه النعاس أو النوم أو منعه منه عذر فتركه فليقضه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كما تقدم.
ويستحب للقارئ إذا شرع في قراءة سورة ألا (¬4) يتكلم حتى يفرغ منها إلا كلامًا يطرأ عليه (¬5)، وليأخذ بما روى البخاري عن ابن عمر أنه كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. ذكره البخاري في التفسير عند قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (¬6). قال نافع: فأخذت (¬7) عليه يومًا (¬8) فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكانٍ قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت: لا. قال: نزلت في كذا وكذا، ثم مضى (¬9). ولا يقطع القراءة (¬10) بشيء من كلام الآدميين من غير ضرورة؛ لأن فيه استخفافًا بالقرآن، وفي إتباع القرآن بعضه بعضًا من [البهجة ما] (¬11) لا يخفى.
¬__________
(¬1) من (ر).
(¬2) في (م): فيتسنى.
(¬3) محمد: 33.
(¬4) في (م): فلم.
(¬5) في (م): إليه.
(¬6) البقرة: 223.
(¬7) في (م): فأخذ.
(¬8) في (م): قومًا.
(¬9) "صحيح البخاري" (4527).
(¬10) في (م): البقرة.
(¬11) في (م): النهمة بما.