كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

(فقال: اقرأ ثلاثًا من المسبحات) فقد روى الترمذي عن العرباض بن سارية: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: "إن فيهن آية خير من ألف آية" (¬1). ورواه النسائي، وقال: قال معاوية: يعني: ابن صالح: إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستًّا (¬2) سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وبعضهم يضيف إليها {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [ويعدها سبعًا كالحواميم] (¬3).
(فقال مثل مقالته) التي قبلها والأولى، وفيه دليل على أن العالم والمفتي يراعي في فتواه حال السائل في قوته وقدرته على العبادة، فما رآه عاجزًا عنه أرشده إلى ما هو (¬4) أهون عليه مما يطيق المواظبة عليه بلا مشقة، فإن ما قل ودام (¬5) أفضل مما كثر وانقطع، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم [أرشده إلى ما فيه ذوات الراء فلما رآه لا يطيقه أرشده إلى ما هو دونه من ذوات حم، فلما رآه لا يستطيعه] (¬6) أرشده إلى ما هو أخف وهو المسبحات.
(فقال الرجل: يا رسول الله أقرئني) بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الهمزة قبل النون، ويجوز تخفيفها بالحذف.
(سورة جامعة و) نظيره (¬7) رواية الصحيحين [ما أنزل] (¬8) علي في
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (2921).
(¬2) في (م): مثل.
(¬3) سقط من (ر).
(¬4) من (ر).
(¬5) زاد في (م): خير.
(¬6) سقط من (ر).
(¬7) في (م): بصر.
(¬8) في (م): بذا أقول.

الصفحة 709