كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

الخمر (¬1) شيء إلا هذِه الآية الفاذة: الجامعة (¬2). ومعنى الفاذة: القليلة النظير، ومعنى الجامعة، أي: العامة المتناولة (¬3) لكل خير (¬4) ومعروف.
([فأقرأه النبي] (¬5) - صلى الله عليه وسلم -) سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (حتى) انتهى إلى قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬6) و (فرغ منها فقال) (¬7) الرجل: يكفيني هذا (والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها) سورة (أبدًا) فيه جواز الحلف بقوله: والذي بعثك بالحق، وفيه جواز الحلف من غير استحلاف، وفيه انعقاد اليمين بهذا ووجوب الكفارة بالحنث فيه.
(ثم أدبر الرجل) وانصرف، فعلى مثل هذا الحال ينبغي أن يكون حامل القرآن إذا سمع القرآن يتأثر قلبه بآثار ما سمعه وفهمه، ألا ترى إلى أن هذا لما سمع {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} وتدبر ما جمعت من الوعد والوعيد من أقل ما يتصور في الذهن (¬8) من الخير والشر استغرق قلبه مشاهدة تلك الحال بالكلية، كما استغرق قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهدة ما في قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} (¬9) فلم يثبت أن ذرفت (¬10)
¬__________
(¬1) في (ر): العمر.
(¬2) "صحيح البخاري" (4962)، و"صحيح مسلم" (987) (24).
(¬3) في (م): المساوية.
(¬4) في (م): حسن.
(¬5) في (م): وأقرأه لنا.
(¬6) الزلزلة: 7، 8.
(¬7) من (ر).
(¬8) في (م): الدهر.
(¬9) النساء: 41.
(¬10) في (م): دون.

الصفحة 710