كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

عيناه بالدموع وقال لابن مسعود (¬1): "حسبك". فهذِه الحالة حالة من مَنّ الله تعالى على قلبه في (¬2) فهم ما يتلوه أو سمعه وأما مجرد التلاوة بحركة اللسان دون تأمل وتدبر فقليلة (¬3) الجدوى. قال الغزالي: بل التالي باللسان المعرض عن معناه والعمل به جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} (¬4)، وبقوله تعالى: {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (¬5) (¬6).
(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفلح الرويجل) أفلح الرويجل (مرتين) ولأحمد (¬7) والنسائي في "الكبرى" (¬8) من حديث صعصعة عم الفرزدق أنه صاحب القصة، وقال: حسبي أن لا أبالي أن لا أسمع غيرها.
¬__________
(¬1) زاد في (م): قليل.
(¬2) في (م): و.
(¬3) في (ر): فعليه.
(¬4) و (¬5) طه: 124، 126.
(¬6) "إحياء علوم الدين" 1/ 287.
(¬7) "المسند" 5/ 59.
(¬8) "السنن الكبرى" (11694).

الصفحة 711