كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 6)

أجاب الشافعية بأن من أصحابنا من قال التسمية وما بعدها آية من سائر السور (¬1) ولأنه يحتمل أنه عد (¬2) ما يخص السورة، وإنما بدأ بـ {تَبَارَكَ} لأنه قصد تعريف السورة. وفيه دليل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا معتنين بعد الآي وحفظها وتحريرها؛ لما يتعلق بها من أحكام الوقف والابتداء وغير ذلك.
(تشفع لصاحبها) [وللترمذي وغيره] (¬3) "شفعت" (¬4). وهو المناسب لما بعده.
(حتى غفر له) وهي (¬5) ({تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}) (¬6). وروى الحاكم عن عبد الله بن مسعود قال (¬7): يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول: [ليس على ما قبلي] (¬8) سبيل، كان يقرأ سورة الملك. ثم يؤتى من قبل [صدره - أو قال: بطنه - فيقول: ليس لك على ما قبلي سبيل، كان يقرأ سورة الملك. ثم يؤتى من قبل صدره. أو قال: بطنه] (¬9) فيقول: ليس لكم من قبلي سبيل، كان يقرأ سورة الملك. فهي المانعة تمنع عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد
¬__________
(¬1) "الحاوي الكبير" 2/ 105.
(¬2) في (م): على.
(¬3) بياض في (ر).
(¬4) "سنن الترمذي" (2891).
(¬5) سقط من (ر).
(¬6) أخرجه الترمذي (3786)، وابن ماجه (2891)، وأحمد 2/ 299، وابن حبان في "صحيحه" (787) من طريق شعبة به.
وقال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.
وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1265): حديث حسن.
(¬7) من (ر).
(¬8) بياض في (ر).
(¬9) في (م): رأسه.

الصفحة 713