كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 6)

نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةِ (¬1) الْكَبِيرِ عَشْرًا، فَلَقَدْ (¬2) كَانَتْ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اشْتَغَلْنَا (¬3) بِمَوْتِهِ، فَدَخَلَ الدَّاجِنُ (¬4) فَأَكَلَهَا (¬5).
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا بَلَغَنَا هَذَا الْحَدِيثُ، وَهُوَ أَمْرٌ وَقَعَ (¬6)، فَأَخْبَرَتْ عَنِ الْوَاقِعَةِ دُونَ تَعْلِيقِ حُكْمٍ بِهَا، وَقَدْ كَانَتْ آيَةُ الرَّجْمِ مَعْلُومَةً عِنْدَ الصَّحَابَةِ، وَعَلِمُوا نَسْخَ تِلَاوَتِهَا وَإِثْبَاتِهَا فِي الْمُصْحَفِ دُونَ حُكْمِهَا، وَذَلِكَ حِينَ رَاجَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عمَرُ - رضي الله عنه - فِي كَتْبِهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِيهَا.
وَأَمَّا رَضَاعَةُ الْكَبِيرِ فَهِيَ عِنْدَ [غَيْرِ] (¬7) عَائِشَةَ مَنْسُوخَةٌ، أَوْ كَانَتْ رُخْصَةً لِسَالِمٍ وَحْدَهُ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُثْبِتُوهَا.
وَأَمَّا رَضَاعَتُهُ عَشْرًا، فَقَدْ أَخْبَرَتْ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ (¬8) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا صَارَتْ مَنْسُوخَةً بِخَمْسٍ يُحَرِّمْنَ، فَكَانَ نَسْخُ (¬9) تِلَاوَتِهَا وَحُكْمِهَا (¬10) مَعْلُومًا عِنْدَ
¬__________
(¬1) في النسخ: "ورضاع"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر.
(¬2) في (م): "فقد".
(¬3) في أصل الرواية: "شغلنا".
(¬4) الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم. وقد تقع على غير الشاء من كل ما يألَف البيوت من الطير وغيرها. النهاية (دجن).
(¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية أبي بكر بن الحارث (ق 278/ ب).
(¬6) في (م): "واقع".
(¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ ولا في نسخة تشستربتي من المختصر، والمثبت من المختصر نسخة دار الكتب من المختصر (ق 79/ ب)، ومعرفة السنن (11/ 261).
(¬8) في النسخ: "عمر"، والمثبت من معرفة السنن، وانظر ترجمتها في تهذيب الكمال (35/ 241).
(¬9) في (م): "النسخ".
(¬10) زاد في النسخ هنا: "وتلاوتها"، والمثبت هو الموافق للمختصر والمعرفة.

الصفحة 468