كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 6)

مَسْأَلَةٌ (506): وَأَمَّا قَطْعُ مَا (¬1) فِيهِ الْقِصَاصُ؛ فَلِلْمَقْطُوعِ طَلَبُ الْقِصَاصِ فِيهِ قَبْلَ الِانْدِمَالِ (¬2).
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ (¬3).
وَدَلِيلُنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (¬4)، وَقَوْلُهُ: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (¬5).
[4841] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَعُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ رَجُلًا جَرَحَ رَجُلًا، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَقِيدَ مِنْهُ، فَنَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَثِّلَ (¬6) مِنَ الْجَارِحِ حَتَّى يَبْرَأَ الْمَجْرُوحُ (¬7).
تَفَرَّدَ بِهِ هَكَذَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمَوِيُّ هَذَا، وَيَعْقُوبُ (¬8).
¬__________
(¬1) في النسخ: "مما"، والمثبت من المختصر.
(¬2) انظر: الحاوي الكبير (12/ 167)، ونهاية المطلب (16/ 226)، وروضة الطالبين (9/ 209)، والمجموع (20/ 378). واندمل الجرح: أي تماثل وصلح.
(¬3) انظر: بدائع الصنائع (7/ 310)، ورد المحتار على الدر المختار (6/ 561).
(¬4) سورة المائدة (آية: 45).
(¬5) سورة البقرة (آية: 194).
(¬6) في القاموس المحيط (امتثل): اقتص، كتمثل منه، وأيضا المثال هو: القصاص.
(¬7) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4/ 234) من طريق يعقوب بن حميد، وأشار إلى تفرد يعقوب وعبد الله به.
(¬8) في (م): "هذا يعقوب".

الصفحة 565