كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 6)
الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ (¬1)، ثنا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ (¬2)، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عِمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَتْ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ - خَرَجَ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، وَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: تَزَوَّجْهَا (¬3). فَقَالَ: "ابْنةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ". فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هَلْ (¬4) جَزَيْتُ سَلَمَةَ؟ " (¬5).
قُلْنَا: هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ، ثُمَّ إِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا زَوَّجَهَا بِمَا لَهُ مِنْ عُمُومِ الْوِلَايَةِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، يُوَضِّحُ صِحَّةَ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - كَانَ عَمَّهَا، وَكَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ الْقَرَابَةُ وَالتَّعْصِيبُ، [وَلَمْ يُوَلِّهِ تَزْوِيجَهَا] (¬6)، فَدَلَّ أَنَّهُ إِنْ فَعَلَ فَإِنَّمَا فَعَلَ بِمَا ذَكَرْنَا، عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا كَانَتْ صَغِيرَةً، فَبَيِّنُوا (¬7) ذَلِكَ حَتَّى تَكُونَ لَكُمْ فِيهِ حُجَّةٌ.
* * *
¬__________
(¬1) في النسخ: "واقدي"، والمثبت الأنسب.
(¬2) في النسخ: "ابن حبيب"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (14/ 130).
(¬3) في (م): "يزوجها".
(¬4) قوله: "هل" ليس في (م).
(¬5) أخرجه الواقدي في المغازي (2/ 738) بطوله.
(¬6) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من المختصر.
(¬7) قوله: "فتبينوا" غير منقوط في نسخ المختصر، وأثبتها المحقق: "فتثبتوا".
الصفحة 73