كتاب أبحاث هيئة كبار العلماء (اسم الجزء: 6)

أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم (ولا يمس القرآن إلا طاهر) ، فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية إذ فيها احتمال له (¬1) .
2 - وقال القرطبي: الخامسة: قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (¬2) اختلف في معنى {لَا يَمَسُّهُ} (¬3) هل هو حقيقة في المس بالجارحة أو معنى؟ وكذلك اختلف في {الْمُطَهَّرُونَ} (¬4) من هم؟ فقال أنس وسعيد بن جبير: لا يمس ذلك الكتاب إلا المطهرون من الذنوب وهم الملائكة. وكذا قال أبو العالية وابن زيد: إنهم الذين طهروا من الذنوب كالرسل من الملائكة والرسل من بني آدم: فجبريل النازل به مطهر، والرسل الذين يجيئهم بذلك مطهرون. الكلبي: هم السفرة الكرام البررة. وهذا كله قول واحد، وهو نحو ما اختاره مالك حيث قال: أحسن ما سمعت في قوله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (¬5) أنها بمنزلة الآية التي في عبس وتولى {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (¬6) {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} (¬7) {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} (¬8) {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} (¬9) {كِرَامٍ بَرَرَةٍ} (¬10) يريد: أن المطهرين هم الملائكة الذين وصفوا بالطهارة في سورة عبس: وقال معنى: {لَا يَمَسُّهُ} (¬11) لا ينزل به إلا المطهرون أي: الرسل من الملائكة على الرسل من الأنبياء. وقيل: لا يمس اللوح المحفوظ الذي هو الكتاب المكنون إلا الملائكة المطهرون. وقيل: إن إسرافيل هو الموكل بذلك، حكاه القشيري. ابن
¬__________
(¬1) [أحكام القرآن] ، للجصاص: (3\ 511) .
(¬2) سورة الواقعة الآية 79
(¬3) سورة الواقعة الآية 79
(¬4) سورة الواقعة الآية 79
(¬5) سورة الواقعة الآية 79
(¬6) سورة عبس الآية 12
(¬7) سورة عبس الآية 13
(¬8) سورة عبس الآية 14
(¬9) سورة عبس الآية 15
(¬10) سورة عبس الآية 16
(¬11) سورة الواقعة الآية 79

الصفحة 57