كتاب الروض الأنف ت الوكيل (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَبْلَ الْقَسْمِ: وَمَا عَوّضَهُ مِنْهَا لَيْسَ عَلَى جِهَةِ الْبَيْعِ، وَلَكِنْ عَلَى جِهَةِ النّفْلِ وَالْهِبَةِ، وَاَللهُ أَعْلَمُ. غَيْرَ أَنّ بَعْضَ رُوَاةِ الْحَدِيثِ فِي الْمُسْنَدِ الصّحِيحِ يَقُولُونَ فِيهِ:
إنّهُ اشْتَرَى صَفِيّةَ مِنْ دِحْيَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ فِيهِ: بَعْدَ الْقَسْمِ، فَاَللهُ أَعْلَمُ أَيّ ذَلِكَ كَانَ.
وَكَانَ أَمْرُ الصّفِيّ أَنّهُ كَانَ عَلَيْهِ السّلَامُ إذَا غَزَا فِي الْجَيْشِ اخْتَارَ مِنْ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقَسْمِ رَأْسًا وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فإذا قعد، ولم يخرج مع
__________
- دحية، وفى رواية أن دحية جاء إلى رسول الله «ص» فقال: أعطنى يا رسول الله جارية من السبى، قال اذهب، فخذ جارية، فأخذ صفية، فجاء رجل، فقال: يا رسول الله: أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك، قال: ادعوه بها، فجاء بها، فلما نظر إليها «ص» قال: خذ جارية من السبى غيرها، ثم صارت إلى النبى «ص» فتزوجها، فجعل عنقها صداقها، ورواية سبعة أرؤس رواية مسلم عن أنس نفسه الذى روى عنه البخارى أنه أعطاه جارية!! ولا شك فى أن تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فوق ما قيل نبلا وحكمة وسموا فالرجل العظيم الذى اصطفاه الله للنبيين خاتما، واستطاع- بتوفيق الله- تطبيق القرآن كما أمر الله، وأنشأ به خير أمة أخرجت للناس. هذا الإنسان العظيم لا يجوز أن يقال عنه إن جمال صفية هو الذى دعاه إلى هذا التصرف. إن هذا التصرف قد يترفع عنه قائد عسكرى ممتاز الخلق. فما بالك بنبى هو خاتم النبيين يصفه الله بأنه على خلق عظيم؟ ومن خير ما يقال هنا ما ذكر الحافظ فى الفتح لو أن رسول الله «ص» خص بها دحية- وهى كما روى ابن سعد من أضوأ ما يكون من النساء- لأمكن تغير خاطر بعض الصحابة، فكان من المصلحة العامة ارتجاعها منه، واختصاصه عليه الصلاة والسلام، فإن فى ذلك رضا الجميع ص 232 ح 2 المواهب. وانظر ما كتب العقاد عنها ص 193 حقائق الإسلام ط 1.

الصفحة 563