كتاب الروض الأنف ت الوكيل (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فَهَذَا وَجْهٌ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: لَا يَحِلّ لامرىء يُؤْمِنُ بِاَللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاؤُهُ زَرْعَ غَيْرِهِ، يَعْنِي إتْيَانِ الْحَبَالَى مِنْ السّبَايَا، فَإِنْ فَعَلَ فَالْوَلَدُ مُخْتَلَفٌ فِي إلْحَاقِهِ بِهِ، فَقَالَ مَالِكٌ وَالشّافِعِيّ: لَا يَلْحَقُ بِهِ، وَقَالَ اللّيْثُ: يَلْحَقُ بِهِ لِقَوْلِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ يَسْتَعْبِدُهُ، وَقَدْ غَذّاهُ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ.
عَلِيّ يَقْتُلُ مَرْحَبًا:
فَصْلٌ: وَمِمّا يَتّصِلُ بِقِصّةِ مَرْحَبٍ الْيَهُودِيّ مَعَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ الْكِتَابِ قَوْلُ عَلِيّ:
أَنَا الّذِي سَمّتْنِي أُمّي حَيْدَرَهْ ... أَضْرِبُ بالسّيف رؤس الكفره
أكيلهم بالصّاع كيل السّندره «1»
__________
(1) هى من رواية يونس عن ابن إسحاق، وفيها: كليث غابات شديد القسورة. بدلا من الشطرة الثانية. وفيها أيضا: أكيلكم. وفى رواية البزار: كليث غابات كريه المنظره، أو فيهم بالصاع كيل السندرة. أنظر ص 187 وما بعدها- 4 البداية والنهاية لابن كثير. وهى فى صحيح مسلم أيضا. ويقول الحافظ: وخالف أهل السير فى هذا، فجزم ابن إسحاق وابن عقبة والواقدى بأن الذى قتل مرحبا هو محمد بن مسلمة، وكذا روى أحمد بإسناد حسن عن جابر. وقيل: إن ابن مسلمة كان بارزه فقطع رجليه. فأجهز على عليه، وقيل: قاتله هو الحارث أخو مرحب. ولكن الحافظ يميل إلى أن ما فى الصحيح مقدم على ما سواه، ولا سيما وقد جاء عن بريدة أيضا عند أحمد والنسائى وابن حبان والحاكم. يقصد أن عليا هو قاتل مرحب.

الصفحة 566