كتاب الروض الأنف ت الوكيل (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فَكَانَ الظّفَرُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ الْأَمِيرُ عَلَيْهِمْ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقّاصٍ، وَخَبَرُهَا طَوِيلٌ يَشْتَمِلُ عَلَى أَعَاجِيبَ مِنْ فَتْحِ اللهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الْأُمّةِ اسْتَقْصَاهَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِ الْفُتُوحِ، ثُمّ الطّبَرِيّ بَعْدَهُ، وَسُمّيَتْ الْقَادِسِيّةُ بِرَجُلِ من الهراة، وَكَانَ كِسْرَى قَدْ أَسْكَنَهُ بِهَا اسْمُهُ: قَادِسٌ، وقيل: سميت بِقَوْمِ نَزَلُوهَا مِنْ قَادِسٍ، وَقَادِسٌ بِخُرَاسَانَ، وَأَمّا الْقَادِسُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ، فَمِنْ أَسْمَاءِ السّفِينَةِ «1» .
عَنْ بَعْضِ الْقَادِمِينَ مِنْ الْحَبَشَةِ:
فَصْلٌ: وَذَكَرَ فِيمَنْ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ هِشَامَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَاسْمُ أَبِي حُذَيْفَةَ مهشّم، وذكر
__________
(1) ما ذكره عن قادس أخذه عن البكرى، وقد بدأ أمر القادسية- كما روى الطبرى- فى السنة الرابعة عشرة من الهجرة وقيل سنة 16، فى عهد عمر وقد زحف فيها رستم القائد بستين ألفا وقيل 120 ألفا، وكان المسلمون إثنى عشر ألفا أو عشرة آلاف، وكان مع رستم ثلاثة وثلاثون قيلا وقيل: ثلاثون. وسميت ليلة الهرير ياسمها هذا؛ لأن المقاتلين اجتلدوا فى تلك الليلة من أولها حتى الصباح لا ينطقون كلامهم الهرير. وقد قتل فيها من المسلمين قرابة نصفهم، وحطم جيش كسرى وقتل رستم، واقتحم المسلمون القادسية صدر النهار- الذى أعقب ليلة الهرير، وقد أتت الصلاة وقد أصيب المؤذن فتشاح الناس فى الأذان حتى كادوا أن يجتلدوا بالسيوف فأقرع سعد بينهم. فخرج سهم رجل. فأذن، وقيل- كما روى الواقدى- كان قتال القادسية الخميس والجمعة وليلة السبت، وهى ليلة الهرير. أنظر الطبرى ج 3 ص 480 إلى ص 597 وانظر فتوح البلدان ص 268. إن قوما يكادون يجتلدون بالسيوف من أجل الأذان. ولا ينسون الصلاة لا بد أن ينتصر الله لهم.

الصفحة 588