كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 6)

لأنه من يضيعها من أجل الرئاسة والملك فيكون شبيها بفرعون، فيحشر معه يوم القيامة - نعوذ بالله - وأما من يضيعها بسبب الوزارة فيكون شبيها بهامان وزير فرعون فيحشر معه يوم القيامة، وأما من يضيعها بسبب المال والشهوات فيكون شبيها بقارون الذي خسف الله به وبداره الأرض لما تكبر وطغى وامتنع عن طاعة موسى عليه الصلاة والسلام في زمانه، وأما من يضيعها بسبب التجارات والمعاملات فيكون شبيها بأبي بن خلف تاجر أهل مكة فيحشر معه يوم القيامة، فالحاصل أن الحفاظ على الصلاة من أهم المهمات ومن أوجب الواجبات، والتخلف عنها وإضاعتها من خصال أهل النفاق ومن أعظم المنكرات، ومن أسباب دخول النار، بل تركها بالكلية من أنواع الكفر بالله من الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء فيجب الحذر من ذلك، ويجب على الرجال والنساء جميعا المحافظة على الصلوات وأداؤها كما شرع الله، كما تجب العناية بالطمأنينة فيها وعدم العجلة وعدم النقر، وأن تؤدى في الوقت، وأن يعتني بالطهارة وتكميلها وأن يعتني بالخشوع، كما قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (¬1) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬2) حتى قال سبحانه بعد ذلك:
¬__________
(¬1) سورة المؤمنون الآية 1
(¬2) سورة المؤمنون الآية 2

الصفحة 106