كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 6)

الكثير من المسلمين، وفقكم الله. (¬1)
ج: هذه المسألة من المسائل العظيمة التي اختلف فيها العلماء، وهي مسألة ترك الصلاة متهاونا وكسلا لا عن جحد لوجوبها، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك، بأدلة كثيرة منها قوله جل وعلا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (¬2) {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (¬3) {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (¬4) الآية، ومنها قوله جل وعلا: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (¬5) فدل على أن من لم يصل ليس بأخ في الدين وإن لم يجحد الوجوب، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (¬6)» خرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (¬7)» خرجه مسلم في
¬__________
(¬1) السؤال السادس عشر من الشريط رقم: 244.
(¬2) سورة المدثر الآية 42
(¬3) سورة المدثر الآية 43
(¬4) سورة المدثر الآية 44
(¬5) سورة التوبة الآية 11
(¬6) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (2621)، والنسائي في المجتبى في كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، برقم (463)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، برقم (1079).
(¬7) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كفر من ترك الصلاة، برقم (82).

الصفحة 45