كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 6)

واحتقر كلام الله فهو يدل على عدم احترامه لله وعدم احترامه لكلامه سبحانه وتعالى، وبهذا تعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم: «من مات لا يشرك بالله دخل الجنة (¬1)» «من قال: لا إله إلا الله صدقا من قلبه دخل الجنة (¬2)» إنما هذا في حق من قالها ولم يأت بناقض من نواقض الإسلام، أما إذا قالها وأتى بناقض كفر إجماعا ولم تنفعه هذه الكلمة كما أن من توضأ الوضوء الشرعي فقد أتى بالطهارة الشرعية له أن يصلي، لكن لو أتى بناقض، لو خرج منه الريح بعد ما توضأ أو بال بطل هذا الوضوء ولم تنفعه هذه الطهارة؛ لأنه أتى بناقض ينقضها، فهكذا من أتى بناقض من نواقض الإسلام لم ينفعه قوله: لا إله إلا الله أو شهادة أن لا إله إلا الله، أو كونه لا يشرك بالله؛ لأنه أتى بشي، ينقض دينه، وينقض إسلامه.
الشبهة الثانية: حديث عبادة في: «إن على الله عهدا لمن أتى يحافظ على الصلوات أن يدخل الجنة، ومن لم يأت يحافظ عليها ليس له عند
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب: المكثرون هم المقلون، برقم (6443)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات مشركا دخل النار، برقم (94).
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده مسند الكوفيين، حديت أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، برقم (19689).

الصفحة 55