كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 6)

تكفر عنه الصلاة، ولا الصوم، ولا الزكاة، ولا الجمعة، ولا غير ذلك؛ ولهذا قال جمهور أهل العلم: إن أداء الفرائض وترك الكبائر يكفر السيئات الصغائر، أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال جل وعلا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (¬1) يعني الصغائر، {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} (¬2) فإذا سمعت النصوص التي فيها ذكر تكفير السيئات ببعض الأعمال الصالحة فاعرف أن هذا بشرط اجتناب الكبائر مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما (¬3)» ومثل: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (¬4)» يعني إذا ترك المعاصي وترك
¬__________
(¬1) سورة النساء الآية 31
(¬2) سورة النساء الآية 31
(¬3) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773)، ومسلم في كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، برقم (1349).
(¬4) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب قول الله عز وجل "ولا فسوق ولا جدال في الحج "، برقم (1820).

الصفحة 64