كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 6)

الكبائر، ولهذا قال: «ولم يرفث ولم يفسق (¬1)» وهكذا قوله: «والحج المبرور ليس له جزاء الله الجنة (¬2)» المبرور ليس معه إصرار على الكبائر وهكذا بقية الأعمال التي يعلق فيها الرسول صلى الله عليه وسلم تكفير السيئات بالعمل الصالح، يعني عند اجتناب الكبائر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن صوم يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده (¬3)» يعني عند اجتناب الكبائر وهكذا قوله في صوم يوم عاشوراء «إنه يكفر السنة التي قبله (¬4)» يعني عند اجتناب الكبائر لقوله سبحانه وتعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (¬5)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب قول الله عز وجل "ولا فسوق ولا جدال في الحج"، برقم (1820).
(¬2) سبق تخريجه.
(¬3) أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، برقم (1162).
(¬4) سبق تخريجه.
(¬5) سورة النساء الآية 31

الصفحة 65