كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 6)

{فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا}، قال: طِبْنَ لكم بشيءٍ مِن الصَّداق نفسًا بعد أن تُوجِبُوه لَهُنَّ {فكلوه هنيئًا مريئا} (¬١) [١٥٢٢]. (ز)

آثار متعلقة بالآية:
١٦١٥٢ - عن علي بن أبي طالب -من طريق يَعْفُور بن المغيرة بن شعبة- قال: إذا اشتكى أحدُكم فليسأل امرأتَه ثلاثة دراهم أو نحوها، فليشتر بها عسلًا، وليأخذ مِن ماء السماء، فيجمع هنيئًا مريئًا، وشفاءً ومباركًا (¬٢). (٤/ ٢٢٨)

١٦١٥٣ - عن إبراهيم النخعي -من طريق عُبَيْدة- أنّه قال له: أكَلْتَ مِن الهنيء المريء؟ قلتُ: ما ذاك؟ قال: امرأتُك أعْطَتْك مِن صَداقها (¬٣). (ز)


{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥)}
نزول الآية:
١٦١٥٤ - عن حضرمي -من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه-: أنّ رجلًا عَمِد فدَفَع مالَه إلى امرأته، فوضعَتْهُ في غير الحقِّ؛ فقال الله: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} (¬٤). (٤/ ٢٢٨)
---------------
[١٥٢٢] أفادت الآثارُ الاختلافَ في المخاطَب بقوله تعالى: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا} على قولين: أحدهما: الأزواج. وهذا قول الجمهور. والآخر: أولياء النساء. وهذا قول أبي صالح.
ورجَّحَ ابنُ جرير (٦/ ٣٨٥) القولَ الأولَ، وعلَّلَ اختيارَه بأنّ افتتاحَ الآية مُبْتَدَأٌ بذكرهم، وقوله: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا} في سياقه.
وذَهَبَ ابنُ عطية (٢/ ٤٦٩) إلى أنّ «الخطاب حسبما تقدَّم مِن الاختلاف في الأزواج والأولياء، والمعنى: إن وهبن غيرَ مُكرَهاتٍ طيبة نفوسهن».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٨٤.
(¬٢) أخرجه الثوري في تفسيره ص ٨٧، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص ٧٤، وابن المنذر ٢/ ٥٦٠ وفيه يعقوب بن المغيرة، وابن أبي حاتم ٣/ ٨٦٢.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٨٣.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٩٣.

الصفحة 47