إلا لِيَتَعَوَّذ مِنّا. فعمدوا إليه، فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزلت الآية: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم} الآية (¬١). (٤/ ٦١٢)
١٩٧٠١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: لحق ناس من المسلمين رجلًا معه غنيمة له، فقال: السلام عليكم. فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فنزلت: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} إلى قوله: {عرض الحياة الدنيا}. قال: تلك الغنيمة. قال: قرأ ابن عباس {السلام} (¬٢). (٤/ ٦١١)
١٩٧٠٢ - عن عبد الله بن عمر، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَلِّم بن جَثّامة مَبْعثًا، فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم إحْنَة (¬٣) في الجاهلية، فرماه مُحَلِّم بسهم، فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء مُحَلِّم في بُرْدَيْن، فجلس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر له، فقال: «لا غفر الله لك». فقام وهو يتلقى دموعه ببُرْدَيْه، فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاؤوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا ذلك له، فقال: «إنّ الأرض تقبل مَن هو شَرٌّ مِن صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم». ثم طرحوه في جبل، وألقوا عليه الحجارة؛ فنزلت: {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم} الآية (¬٤). (٤/ ٦١٣)
١٩٧٠٣ - عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضَم، فخرجت في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة الحارث بن رِبْعِيِّ، ومُحَلِّم بن جَثّامة
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ٣/ ٤٦٧ (٢٠٢٣)، ٤/ ٢٧١ (٢٤٦٢)، والترمذي ٥/ ٢٧٣ (٣٢٧٩)، والحاكم ٢/ ٢٥٦ (٢٩٢٠)، وابن حبان ١١/ ٥٩ (٤٧٥٢)، وابن جرير ٧/ ٣٥٥ - ٣٥٦. وأورده الثعلبي ٣/ ٣٦٨.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن كثير في تفسيره ٢/ ٣٨٢ - ٣٨٣: «وقال -يعني: ابن جرير- في بعض كتبه غير التفسير: وهذا خبر عندنا صحيح سنده». وقال الألباني في الضعيفة ٩/ ١١٠: «فيه نظر؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن؛ كما قال الحافظ في التقريب».
(¬٢) أخرجه البخاري ٦/ ٤٧ (٤٥٩١)، ومسلم ٤/ ٢٣١٩ (٣٠٢٥)، وعبد الرزاق ١/ ٤٧٢ (٦٢٥)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/ ١٣٥٠ (٦٧٧)، وابن جرير ٧/ ٣٥٥، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٣٩ - ١٠٤٠ (٥٨٢٥).
(¬٣) الإحنة: الحقد. النهاية (أحن).
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٥٣ - ٣٥٤ من طريق ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، أنّ ابن عمر به.
إسناده ضعيف، فيه سفيان بن وكيع بن الجرّاح، قال ابن حجر في التقريب (٢٤٥٦): «كان صدوقًا، إلا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصِح فلم يقبل، فسقط حديثه».