كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 6)

أسامة: ما أحدٌ أعزَّ عَلَيَّ منك، ولكن لا أقاتل مسلمًا بعد قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كيف لك بلا إله إلا الله؟!». فإن أتيت بسيف إذا ضربتُ به مسلمًا قال السيف: هذا مسلم. وإن ضربتُ به كافرًا قال لي: هذا كافر. قاتلتُ معك. فقال له عليٌّ: اذهب حيث شئت. فأنزل الله - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} (¬١). (ز)

١٩٧١٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: نزل ذلك في رجل قتله أبو الدرداء. فذكر من قصة أبي الدرداء نحو القصة التي ذُكِرَت عن أسامة بن زيد، ونزل القرآن: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ}، فقرأ حتى بلغ إلى قوله: {إن الله كان بما تعملون خبيرا} (¬٢). (٤/ ٦١٩)

تفسير الآية:
١٩٧١٧ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} يعني: سرتم غزاة في سبيل الله، {فتبينوا} مَن [تقتلون] (¬٣). (ز)


{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}

١٩٧١٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}، قال: حرَّم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا إله إلا الله: لست مؤمنًا. كما حرم عليهم الميتة، فهو آمِن على ماله ودمه، فلا تَرُدُّوا عليه قوله (¬٤). (٤/ ٦٢٠)
١٩٧١٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}، قال: راعي غنم لقيه نفرٌ من المؤمنين، فقتلوه، وأخذوا ما معه، ولم يقبلوا منه: السلام عليكم، إني مؤمن (¬٥). (٤/ ٦١٩)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٣٩٨ - ٤٠٠.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٦٠.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٠.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٦١، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٤٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ٣/ ٣٦٠ - ٣٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

الصفحة 683